إن الاستثمار في طاقات الشباب البحريني، وتطوير قدراتهم وتأهيلهم للمشاركة في مختلف المواقع الحكومية، لهو أمر ظاهر للجميع لا يخفى على أحد، وقد بات نهجاً ثابتاً لدى الحكومة الموقرة، برئاسة سيدي سمو ولي العهد الأمين رئيس مجلس الوزراء حفظه الله ورعاه.
ولعل برنامج سمو رئيس مجلس الوزراء لتنمية الكوادر الحكومية، من أبرز البرامج التي تُعنى بالطاقات البحرينية وتأهليها، وهو من البرامج التي حازت على اهتمام الشباب البحريني منذ انطلاقته بالعام 2015. ولا شك أن المهتمين بشأن البلد يدركون أن البرنامج يعد من المبادرات الكثيرة التي يحرصُ سمو ولي العهد الأمين على إطلاقها، لتعزيز القيادات الشابة وتدريبها، ليكونوا قادرين على تولي المناصب والمسؤوليات في القطاع الحكومي، وهذا بات جلياً من خلال التعيينات الشبابية المؤهلة، والتي تمتاز بالشفافية والعدالة. 
كانت انطلاقة البرنامج وتأسيسه في العام 2015، بتوجيه كريم من سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله. 
يُرشِّح للانتساب في هذا البرنامج أربعة عشر إلى خمسة عشر موظفاً من نخبة الموظفين في مختلف المؤسسات والدوائر الحكومية، ينتدبون للعمل في قصر القضيبية لمدة عام، تحت إشراف خيرة المشرفين في مكتب رئيس مجلس الوزراء، ويخضع جميع المتقدمين لعدد من المقابلات (assessment). ولضمان شفافية الترشيح فإنه يكون معلناً في مختلف الوسائل الإعلامية. ويُدرّب المشتركون فيه على عمل الدراسات والبحوث، ويطّلعون على المشاريع الحكومية، للتعرف مراحل العمل المؤسسي وصولاً إلى مرحلة صنع القرارات وآليات التنفيذ والمتابعة.
يعمل المنتسبون بتفانٍ وإخلاص، ساعات طويلة بشكل دؤوب ودون كللٍ طوال فترة الانتداب لضمان حصولهم على كافة المهارات والخبرات، وتهيئتهم لتطبيق هذه الخبرات بعد إنهاء فترة الانتداب، ورجوعهم إلى أماكن عملهم.
حريٌ بنا أن نفتخر بقيادتنا الرشيدة، التي لا تألو جهداً في سبيل تنمية الطاقات الشبابية ورعايتها، وتوفير جميع الفرص لاستثمار المواهب والقدرات الناهضة، وخلق أجيال قادمة قادرة على تحمل مختلف المسؤوليات، تتبع سيرة أسلافها، وتواكب معطيات العصر، وتحمي المكتسبات الوطنية التي تحققت، وتسعى دوماً للتطوير والتقدم، بفتح الآفاق أمام الأفكار طرحاً ومناقشةً وتنقيحاً، ثم اعتماد أجودها وأنفعها للبلد، في عمل غير منقطع، الهدف منه تحقيق رفعة الوطن ومنجزاته في كل المحافل، وتسجيل اسمه في سجلات العطاء والنماء، وتتكاتف فيه القيادة والشعب؛ لتوفير سبل العيش الكريم للبحرين ومن عاش على أرضها، واستنشق هواءها... أدام الله قيادتنا الكريمة سامية معطاءة، وأدام تلك العقول المفكرة، والعقول المُدبّرة النيّرة.
* كاتب بحريني