إن الحفاظ على النجاح ومواصلته من أهم التحديات التي يمكن أن تواجه أي دولة، حيث يتطلب ذلك رؤية بعيدة المدى وصنع أرضية صلبة قادرة على مواصلة العطاء، وهذه هي الرؤية التي تؤمن بها القيادة الحكيمة لجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه، والتي يعمل صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء على تنفيذها بكل حكمة واقتدار، بما امتلكه سموه من حب للتحدي وعشق للإنجاز وإصرار على النجاح، وما يتسم به من إرادة وعزيمة على التميز والتفوق، وما يشغله من حرص دائم على نقل هذه السمات الأساسية للقيادة الواعية الحقيقية للأجيال القادمة، لما يؤمن به سموه من ثقة كبيرة في طاقات الشباب وقدرتهم بما يميزهم من طموح وإبداع على رفد مسيرة التنمية وتعزيزها.
وها هو سموه ومملكة البحرين تحصد ثمرة مهمة لهذه الإدارة الحكيمة والسياسة الثاقبة والتي تتمثل في منتسبي وخريجي برنامج رئيس مجلس الوزراء لتنمية الكوادر الحكومية والذين تشرفوا أمس بلقاء سموه الذي تابعتُه كغيري من أبناء الوطن عبر نشرة الأخبار بتلفزيون البحرين، في لقاء يجسد اهتمام وإدراك سمو ولي العهد رئيس الوزراء للعوامل الأساسية والمحركات الحقيقية لصنع الغد الذي نأمله ونصبو إليه ونعمل من أجله. لقد شدّني في اللقاء أمران أولهما نظرة الفخر التي كان ينظر بها سموه لكل من تشرف بالسلام عليه من منتسبي البرنامج وكأن سموه يقول لهم إني شديد الفخر بكم، وثانيهما الرسائل التي تضمنها اللقاء والتي تقدم دلالة حقيقية بأن سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء لا يفكر في النجاح فقط بل بما بعد النجاح ويرى في الكوادر الشابة هي العوامل الرئيسية لهذا النجاح.
فهذا البرنامج الذي انطلق في العام 2015 كأحد مبادرات سموه الرامية لبناء جسور متينة وقوية قادرة على نقل البلاد لآفاق أشد تطورًا في جميع المجالات عبر إعداد صفوف متميزة من القيادات الحكومية القادرة على صنع السياسات والقرارات الملامسة لأرض الواقع بعد أن تشرّبوا بالعلوم والمعارف والمهارات النظرية الحديثة والمتقدمة وبعد أن خاضوا تجارب عملية ومرّوا بممارسات عملية، وواجهوا تحديات وصعوبات أكسبتهم الخبرات اللازمة ليكونوا قادرين على وضع السياسات الصحيحة والخيارات اللازمة، وصنع القرارات الملائمة وتطوير مختلف آفاق ومستويات العمل الحكومي.
من الدعامات المهمة التي يحرص عليها سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء في هذا البرنامج الوطني التنموي التكامل والتناغم، فالجميع فيه يعملون بروح الفريق الواحد رغم تعدد مجالات عملهم، إلا أنهم يعملون وفق رسالة موحدة ومن أجل أهداف وغايات وطنية منسجمة ويتبنون نهج سموه وهو نهج التحدي والتطوير المستمر للإجراءات والخدمات والمهارات الوطنية.
وإن توجيه سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء بتشكيل لجنة تختص بمتابعة منتسبي البرنامج بعد تخرجهم، لهو ضمانة حقيقية لاستمرار نجاح هذا البرنامج وتوفير صفوف وافية من المديرين الأكفاء والمبدعين القادرين على صنع قرارات المستقبل بكل وطنية ومسؤولية وبرؤية ابتكارية.