لن تخطئ عينك فرحة المواطنين بقرار وزارة التربية والتعليم فتح التسجيل لمواليد: “سبتمبر، وأكتوبر، ونوفمبر، وديسمبر”، للانضمام لبقية طلبة العام الدراسي القادم، حيث كانت الفرحة كبيرة في تعليقاتهم على الخبر في منصات الحسابات الإخبارية بمواقع التواصل الاجتماعي، ومن حجم هذه التعليقات يتضح لنا أن العوائل المستفيدة بالآلاف، ما يعني إزاحة مصاريف بمئات الدنانير عن كواهل أُسَرٍ هي غالبًا من طبقة الدخل المحدود، كان يفترض أن تُدفع كرسوم لرياض الأطفال لعام دراسي كامل، ما يعني أن ما قامت به وزارة التربية والتعليم سيساهم في تحسين جودة حياة هؤلاء المواطنين، كما أن عوائل أخرى كانت تخطط لإدخال أبنائها مدارس خاصة لمدة عام واحد ليعيدوهم بعد ذلك للمدارس الحكومية، ما قد يولد ضررا نفسيا لدى هؤلاء التلاميذ، لكن - بحمد الله - استجابت وزارة التربية والتعليم لحاجة الناس ونداءات أصحاب السعادة النواب، وهنا كانت فلسفةُ الوزارة، بتجسيدها الاستجابة على أرض الواقع شيئا يحس به المواطنون، حيث كان ردهم بالأفعال بدلا عن الردود الدبلوماسية التي لا يتحقق منها شيء، ولا تحسّن وضع الناس، ناهيك عن الجهات التي لا ترد أصلا.
لم يكن هذا الملف الوحيد الذي استجابت فيه الوزارة، فعلى سبيل المثال: تفاعلت الوزارة مع الطلبة المتعثرين أكاديميا جراء تبعات ما بعد جائحة كورونا، فتم تعديل عمليات التقويم وإعادة الامتحانات، ما ساعد الكثيرين منهم على تجاوز هذه العقبة، بل ذهبت الوزارة إلى أبعد من ذلك، حيث أعدت امتحانات الإعادة للمرة الثالثة لإنقاذ ما تبقى من الطلبة المتعثرين، وذلك حتى لا يخسروا عاما دراسيا، ويستعيدوا الثقة بأنفسهم استعدادا لاستقبال العام الدراسي القادم بأفضل حال.
ما أحوجنا اليوم أكثر من أي وقت مضى إلى ثقافة الرد بالأفعال الإيجابية والسعي إلى التخفيف عن كاهل المواطنين ، كما فعلت وزارة التربية والتعليم.
كاتب بحريني