أنت قيّم وناجح ومؤثر وفاعل، ورغم ذلك تبتلى بمن يقلل من قيمتك ويستصغر قدرك كلما واتته الفرص وسنحت له المواقف لأسباب تخصه هو ولا شأن لك بها، هل تأخذ ملاحظاته المهينة والساخرة على محمل الجد وتتفاعل معها لتساهم معه باستمرار في تحطيم ذاتك، أم تتعامل معها بذكاء لتتخلص منه ومن سخريته للأبد؟
لست وحدك تتعرض لمواقف تقلل من شأنك، وإن كنت اسمًا لامعًا ورمزًا بارزًا في المجتمع الذي تحيا فيه، فلماذا يقلل البعض من قيمتك ويتفنن في سرد عيوبك واقعًا وافتراضًا عبر الفضاء الإلكتروني؟ الجواب ذو شجون، والحقيقة أن الشجرة المثمرة لابد أن ترمى بالحجارة، لذا ينبغي لك إن كنتَ تتعرض للاستخفاف بقدرك أن تكون واثقًا من نفسك، وألا تنساق وراء الملاحظات المثبطة للعزيمة وأن تصد الحجارة التي تقذف نحوك لا أن تتلقاها حتى تسيل روحك وتبكي عزيمتك. هؤلاء يشعرون بالغيرة من نجاحك وتميزك، فيتميزون غيظًا، ويتصرفون معك بخسة نابعة من شعورهم المقيت بالحسد، فيقللون من قيمتك بذكر أمور لا تطابق الحقيقة، وقد يطعنون في قدراتك ومهاراتك وأسباب نحاجك. هم يمارسون ضدك نوعًا من التنمر الواعي أو غير الواعي، بالرغم من عدم تعرضك لهم بقول أو فعل، وهو نوع من أنواع العلل النفسية التي تشعر مرضاها بالنقص؛ فيحاولون ملأه بالانتقاص من آخرين تبدو حياتهم كاملة ويتمتعون بالنجاح والجاذبية.
لا دواء لهؤلاء المرضى سوى التجاهل الذكي؛ فحين يحاولون استفزازك، كن هادئًا ولا تستجب بشكل سلبي للاستفزاز كي لا تحقق مآربهم وتهديهم شعور النصر عليك. اجعلهم يشعرون بالخزي من أنفسهم بهدوئك في كل مرة يهينوك فيها فترد عليهم بأدب. إن كنت تذهب لأماكن يرتادها هؤلاء توقف عن الذهاب إليها واقطع علاقاتك بكل من يقلل من قيمتك. صاحب من يثمنك ويعلي من شأنك ويأخذ بيدك لمزيد من النجاح. لا مناص لك ممن ينتقص من شأنك داخل محيط أسرتك، فحافظ على علاقة جيدة بالوالدين والإخوة والشريك وإن مارسوا ضدك ما يمس ثقتك بنفسك بقصد أو بغير قصد. صارحهم بأدب ووضح لهم عدم ارتياحك ورغبتك في أن يتوقفوا عن إهانتك في المواقف المختلفة، وإن كانوا يمزحون.
كاتبة بحرينية