العدد 5423
الأحد 20 أغسطس 2023
banner
ليس دفاعًا عنها ولكن...
الأحد 20 أغسطس 2023

لاحظت كغيري في وسائل التواصل الاجتماعي مؤخرا هجمات متكررة والكثير من الفيديوهات التي ترسل والتي لا نعلم صحتها، بل لا نعلم حتى مصدرها! هذه الفيديوهات المسيئة لتركيا الشقيقة وشعبها لا أدري سببها بكل أمانة، والمؤسف أيضا أن يتم تناقلها والتعاطف معها فور استلامها! والحقيقة أنني أستغرب أشد استغراب من هذا الموقف غير المنصف البتة تجاه هذا البلد وشعبه، بالله عليكم كيف تفسرون تعاطف الناس مع تلك المشاهد غير الواضحة والتي لا نعلم أسبابها والطرف المخطئ أصلًا! وإن حصلت بعض المواقف فهذا لا يعني أن نشمل الجميع وننادي بل نحذر الناس من زيارة هذا البلد الجميل.
دعوني أشارككم تجربتي الشخصية من باب الإنصاف، فكاتب المقال قرر أن يشتري عقارًا في مدينة إسطنبول عام 2019 بعد تقاعده عن العمل، وأصبح يتردد بشكل مستمر عليها، بل يمكث شهورا هناك وينتقل في جميع مدنها بكل أريحية وأمان، وبكل أمانة لم يواجه قط أية مشاكل معهم، وكما هو معروف ومتفق عليه بأن الحوادث الفردية تحصل في جميع دول العالم وهذا ليس جديدا، فإذا لم نحترم قوانين أية دولة أو حتى شعبها فإن من حقه الرد وعدم قبولنا واتخاذ الإجراءات القانونية.
أكتب هذا المقال وأنا متواجد حالياً في إسطنبول الجميلة، ومن الطبيعي تواجد هذا العدد المهول من السياح الخليجيين في فترة الإجازة الصيفية، لذا قد تحدث حالات أعتبرها فردية ولا تستحق تعميمها وتشويه سمعتها، هذه الدولة وشهادتي فيها مجروحة نجحت نجاحا منقطع النظير في السياحة ووفرت كل مقوماتها، فالسياحة تسهم بنسبة 10 % من الناتج المحلي الإجمالي لتركيا، وللعلم فقط فإن وزارة الثقافة والسياحة التركية كشفت عن أن أكثر من 15 مليون شخص زاروا البلاد خلال الأشهر الخمسة الأولى من عام 2023، علمًا أن الحكومة التركية تهدف إلى استقبال 60 مليون سائح خلال العام.
وتعد تركيا واحدة من أهم الدول التي يأتي إليها السائحون من السعودية والشرق الأوسط، وهي واحدة من أفضل الدول السياحية؛ لما تتمتع به من مناخ معتدل وجذاب، وتوازن تاريخي وثقافي طويل، إضافة إلى المساحات الطبيعية.
*كاتب وإعلامي بحريني

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية