برنامج “قدها” الذي جاء بتوجيه كريم من سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة وعرضته منصة “شاهد”، يقدم للعالم شجاعة أبناء البحرين وقدرتهم على مواجهة التحديات والظروف الصعبة، وهذه حقيقة يعرفها الجميع. وأعجبتُ كثيراً بهمة وعزيمة أبطال الجيش، وعلى رأسهم المدربين الذين تعاملوا مع المشاركين بحزم شديد وتوازن حكيم، مقدمين لهم تجربة استثنائية لن ينسوها أبداً.
الحياة العسكرية وكما قدمها البرنامج، وكما هي فعلاً، مخالفة تماماً عن الحياة المدنية، فهي تقوم على الانضباط التام، والعمل دائماً من خلال الفريق أو المجموعة الواحدة، كما أنها تربط بشكل أساسي الأداء المهني بالقوة الجسدية من لياقة وتدريب وتحريك مستمر للعضلات، واستيقاظ مبكر.
كما تعلم الحياة العسكرية الفرد إمكانية التخلي عن نمط الحياة الاجتماعي التقليدي، وعن الرفاهية والتراخي، إلى النظر دائماً للأولويات، وبأن التضحية والفداء، وخدمة المليك والبلد، هو ما وجدوا لأجله بهذا المكان.
ابتسمت وأنا أتابع تعليمات المدربين للمشاركين، والتي أعادتني بالذاكرة حين كنت ذات يوم منتسباً لسلاح الجو الملكي، حيث تذكرت أجواء التدريب والجزاءات، والزحف، وتمارين الضغط، والوقت القصير لتناول الوجبات، كانت أياما صعبة، ومرة، لكنني حين أستذكرها اليوم، أراها أجمل الأيام، وبأنها صقلتني لأن أكون مسؤولاً عن نفسي، وعن عائلتي، وعن بلدي، في أداء الواجب، وتقديم الخدمة النافعة التي تترك الأثر في الآخرين.
برنامج “قدها” هو قناة وصل بين حياة نمطية، وأخرى تتسم بالحركة، والانضباط التام، والتدريب المبكر على مواجهة تحديات الحياة بحزم، وقوة، وجسارة الرجال، ودرس في الحياة وفي أداء الواجب الوطني.

*كاتب بحريني