تسعى البحرين جاهدة من أجل خفض الانبعاثات الكربونية بنسبة 50 % بحلول عام 2035م والوصول إلى الحياد الصفري في 2060م، وذلك ضمن التزاماتها الوطنية والدولية بمكافحة الانبعاثات الكربونية، وأطلقت العديد من المؤسسات العامة والأهلية مبادرات عدة لتحقيق ذلك، ومنها تشجير المنشآت الرياضية مؤخرًا لزيادة الرقعة الخضراء وتحقيق التوازن البيئي في البحرين، وتحقيق فضاء مناخي نظيف وصحي مستدام، وتصدر هذه الانبعاثات من مصادر إنتاج النفط والمصانع والسيارات والمركبات والمنازل.
وتتوافق مبادرات البحرين هذه مع مبادرات دول العالم والمنظمات العالمية، ومع مبادرة الشرق الأوسط الهادفة لخفض نحو (670 مليون طن من مكافئ ثاني أكسيد الكربون) والتي تمثل (10 %) من الإسهامات العالمية، وهي مبادرة تستهدف (زراعة 50 مليار شجرة وزيادة مساحتها إلى 12 ضعفًا، واستصلاح 200 مليون هكتار من الأراضي المتدهورة)، وستساهم هذه بخفض (2.5 %) من معدلات الانبعاثات العالمية، وقد عملت البحرين على تبني وتطوير تقنيات مصادر الطاقة النظيفة المتمثلة باستخدام الطاقة المتجددة بهدف تنويع الطاقة المستخدمة في توليد الكهرباء وإزالة ما يمكن من الانبعاثات الكربونية، وتحقيق تنمية خالية من الانبعاثات الكربونية، وحماية المواطنين والمقيمين من آثار التغيرات المناخية، والنأي عن الاستثمارات المُضرة للبيئة والمناخ.
إن تحقيق خفض صافي الانبعاثات إلى الصفر أمر ممكن في إطار النمو الاقتصادي القوي وجيد التخطيط، ويتم ذلك من خلال (التحول إلى الطاقة النظيفة، وتطوير وسائل النقل العام، وتحسين كفاءة استخدام الطاقة)، وهي منافع فورية ومحلية لتوفير الكهرباء والحد من التلوث. ومن خلال (تحويل الاستثمارات باتجاه النمو منخفض الكربون)، ومن خلال (تحويل الاقتصاد اللازم للوصول بخفض صافي الانبعاثات إلى مستوى الصفر في الاقتصادات). توجه البحرين البيئي قادر على اتخاذ خيارات عديدة من أجل حماية الطبيعة والتصدي لتغير المناخ وتحقيق فضاء صحي، وهو توجه يتفق مع أهداف التنمية المستدامة لحماية البيئة وإبطاء تغير المناخ، وبنشر ثقافة استخدام الطاقة النظيفة باستعمال الأجهزة الكهربائية المنزلية الموفرة للطاقة المقللة من انبعاثات الكربون، وكذلك تقليل المشتريات والهدر من الطعام للتقليل من النفايات، ويستحسن على الإنسان أن يختار منتجات صديقة للبيئة ولا تؤثر على كوكب الأرض.
*كاتب وتربوي بحريني