في السابق كان الحصول على المعلومة شيئا صعبا جدا، حيث كانت تمر بعدة عمليات حتى تصل من المصدر إلى المتلقي، فعند خروج المعلومة من المصدر الأساسي كانت هذه المعلومة تمر بعدة مصادر للنقل، ونقصد بها من رجل لرجل ومن رجل لمجموعة ومن مجموعة لمجموعة ومن مجموعة لعدة مجموعات وهكذا حتى تصل بالنهاية للرأي العام، سواء كان هذا الرأي العام قرية أو مدينة أو إقليما أو دولة أو امبراطورية، وقد تطورت عملية نقل المعلومة باختراع الآلة الطابعة، حيث سهل هذا الاختراع وصول المعلومة من المصدر إلى المستقبل، ثم جاءت الصحف لتنقل المعلومة بشكل أسرع من ذي قبل، ثم بعد ذلك جاء اختراع الراديو الذي بسببه كان وصول المعلومة وانتشارها سريعا بشكل لم يسبق للبشرية أن عاشته، بعدها جاء التلفزيون، والذي أصبح مهيمنا على عملية نقل المعلومة صوتا وصورة، واعتقدنا أنه آخر اختراع بشري يمكن له نقل المعلومة بأقصى سرعة.
إلا أن هذا الاعتقاد كان خاطئا مع تدشين وسائل التواصل الاجتماعي حاليا، حيث أصبح الراديو والتلفزيون شيئين قديمين مع وجود وسائل التواصل الاجتماعي هذه، فقبل أن يقوم مراسل هذه الفضائية أو تلك بنقل الحدث أو المعلومة صوتا وصورة عبر الفضائية، كان هذا الحدث قد انتشر لملايين البشر عبر أرجاء العالم بواسطة الواتس اب أو الفيسبوك أو التيليغرام أو تويتر وغيرها من وسائل التواصل الحديثة، وعليه فإن الحدث أو المعلومة التي تنقلها هذه الفضائية عفا عليها الزمن نظرا لنقلها بوسائل التواصل قبل هذه الفضائية أو هذه المحطة.
وقد يقول قائل إن وسائل التواصل الاجتماعي هذه هي آخر اختراع بشري سريع ينقل المعلومة والحدث للرأي العام، لكن الحقيقة غير ذلك، فيوما ما ستصبح وسائل التواصل الاجتماعي هذه وسائل قديمة عفا عليها الزمن مقارنة بما هو آت من اختراعات تجعل الحدث ووصوله للرأي العام متزامنين معا بنفس اللحظة.
*كاتب سعودي