العدد 5399
الخميس 27 يوليو 2023
banner
د. طارق آل شيخان الشمري
د. طارق آل شيخان الشمري
أخبث برنامج إعلامي
الخميس 27 يوليو 2023

تختلف البرامج التلفزيونية وحتى الإذاعية في هويتها وسياستها وأهدافها، فلا يمكن أن يكون هناك برنامج ما من دون هدف وفلسفة، وإلا أصبح برنامجا لا لون ولا طعم ولا هدف له، تماما كما تفعل جواري السوشال ميديا اللاتي يطلقن على أنفسهن صانعات محتوى أو فاشينستات أو ناشطات، فكل محتواهن تافه لا لون ولا طعم ولا هدف ولا معنى له.
وتتنوع فلسفة وأهداف هذه البرامج التلفزيونية والإذاعية، من تثقيفية أو جدلية إلى مجرد “شو إعلامي”، لكن من أخبث هذه البرامج البرنامج الذي يستضيف شخصا واحدا للحديث والمناقشة مع مقدم البرنامج طبعا، ولن نتحدث عن استضافة هذا البرنامج شخصا ما لمناقشة موضوع إنساني أو صحي أو تعليمي أو مجتمعي، بل سنتحدث عن برنامج يتطرق لموضوع سياسي أو تاريخي، وسبب إطلاقنا على هذا النوع من البرامج أنه برنامج خبيث، مرده قاعدة عامة نؤمن بها نحن المتخصصون بالإعلام والصحافة، وهي أن الإعلامي يجب أن يكون كالقاضي عادلا في استعراضه الأمور حتى يصل إلى الحقيقة وإطلاق حكمه واستنتاجاته الإعلامية، لهذا فإن مقدم البرنامج حينما يناقش ضيفا ما لتسليط الضوء على تاريخه أو منصبه أو سيرته السياسية كأن يكون رئيس حزب ما، فإن هذا الضيف سيطلق لنفسه العنان بالتمجيد بذاته وصفته بشكل غير مباشر، بالإضافة إلى تزويره الحقائق أحيانا، نظرا لعدم وجود شخص أو أشخاص يردون عليه ويفندون ما يقوله، وحتى وإن قام مقدم البرنامج بهذا الدور فإن ذلك ليس كافيا.
ولو نظرنا إلى هذه البرامج وقمنا بمتابعتها والتدقيق في محتوى ما يقوله هذا الضيف، فستجد أنه الطيب والأمين والصالح والضحية والذي تحمل أخطاء الآخرين وأنه مظلوم، وأن الآخرين هم الشياطين والمجرمون وسبب الفشل.. إلخ، لهذا فإن بعض القنوات المؤدلجة تستخدم هذه البرامج واستضافة شخص ما للإساءة لدولة ما والتمجيد بهذا الرئيس أو تلميع صورة الحزب، كون الضيف هو الوحيد الذي يغرد بأكاذيبه من دون وجود من يرد عليه.

*كاتب سعودي

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .