العدد 5388
الأحد 16 يوليو 2023
banner
د. طارق آل شيخان الشمري
د. طارق آل شيخان الشمري
لكم دينكم ولي دين
الأحد 16 يوليو 2023

يتفاخر أصدقاؤنا الأوروبيون بأنهم هم من سمح بالحرية الدينية من خلال ثوراتهم التي أطاحت بالملكيات وسلطة الكنيسة، مدشنين عصرا جديدا من الحريات تحت مسمى الليبرالية التي سمحت بالحرية السياسية وحرية التعبير والحرية الدينية والحرية الجنسية، من خلال طبعا الشذوذ الجنسي وغيرها من الحريات التي تعطي الفرد حرية وسلطة على سلطة المجتمع والدين والأخلاق.
لكن إحقاقا للحق، فإن الإسلام، أقول الإسلام ولا يهمنا تصرفات بعض من انتمى للإسلام، نقول إن الإسلام ومن خلال كلام رب العالمين وقرآنه الكريم، أعلن بأن الإنسان حر في اعتناق أي دين يراه مناسبا له، مستندا على “لكم دينكم ولي دين” و”فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر” و”لا إكراه في الدين”، وغيرها من الأوامر التي أمر الله بها المسلمين بأن حرية الإيمان بالإسلام هي حرية شخصية لا يحق إجبار الإنسان على الإسلام، وهذا حدث قبل 1400 عام حينما كان أجداد أصدقائنا الأوروبيين يعيشون بالجهل والاقتتال فيما بينهم، ولا يعرفون من الحضارة والتمدن سوى السلب والنهب وعبودية الفرد واغتصاب إنسانيته، كما يقول المؤرخون الغربيون أنفسهم.
وحينما نقارن مثلا بين السعودية كأرض الحرمين الشريفين وبعض بلدان أصدقائنا الأوربيين، نجد أن من يتفاخر بالدفاع عن الحرية الدينية يسمح لعدة أشخاص بإهانة وسب والتعدي على مليار ونصف مليار إنسان، كما حدث في فرنسا وهولندا والسويد مؤخرا من رسوم مسيئة للرسول الكريم وعمليات حرق القرآن الكريم وسط حماية من هذه الحكومات، بينما في السعودية التي لا تدعي الديمقراطية ولا الليبرالية نجد أنها لم تشهد حادثة واحدة قام فيها سعوديون أو عرب أو مسلمون بحرق التوراة أو الإنجيل أو الكتب المقدسة لأي دين من الأديان، ولم تنشر الصحف السعودية رسومات مهينة لأي رمز ديني غير مسلم، وهذا ينطبق أيضا على كل البلاد العربية قاطبة، فنحن العرب المسلمون لا يمكن لنا أبدا أن نتعرض للرموز المقدسة لأي دين من الأديان، فمن هو الآن الذي يطبق مبدأ عدم المساس بالحرية الدينية للآخرين؟.
*كاتب سعودي

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .