العدد 5397
الثلاثاء 25 يوليو 2023
banner
باسم الحرية
الثلاثاء 25 يوليو 2023

أعتقد أن احتراف الإساءة إلى الآخرين ينم عن شخصية تشعر شعوراً بالغاً بالنقص، وتحاول من خلال هذه الإساءات أن تبدو أفضل مما هي عليه بالحقيقة، ولا ينم هذا الفعل أيضاً إلا عن بغض كبير يحمله هذا الشخص تجاه جماعة أو مجتمع ما أو أفراد بحد ذاتهم، وهو ما يسوغ له إبداء ردود أفعال مشينة، لا تمت إلى حسن الخلق والمعاملة بشيء.
ولا يقف ذلك عند هذا الحد، بل يعبر وبصريح العبارة عن شخصية لا قيمة لها، تحاول وسط الزحام أن تشخص إليها الأنظار، محاولة بدورها أن تثير ثوراناً هزيلاً، لا يدوم طويلاً، ومصيرها قطعاً الذل والهوان.
فما الفائدة المرجوة من الاعتداء على المقدسات غير إشاعة الفتنة وتكريس الكراهية، هذه أصوات لا ترنو إلى البناء، بل تريد الهدم، وترغب في تصادم المجتمعات، وقتل الألفة فيما بينها، وحرق أواصر العيش بسلام ومحبة.
ليس الخلل فقط في إعطاء التصاريح من عدمها، بل الخلل الحقيقي في الشخوص التي صنعتها البغضاء، وملأت صدورها الأحقاد، وبرمجت عقولها بأفكار هدامة تؤول إلى الخراب بفعل قناعاتها المريضة.
لم تكن الحرية يوماً ذريعة للاعتداء على الآخر أو أداة للإساءة، بل يمكن من خلالها التعبير وإبداء الرأي بكل احترام وتقدير ورقي، وهو ما يضع حداً لكل التجاوزات، ويجعل الأمور في نصابها الصحيح، بينما من ينتهج نهج البغض، والدعوة إلى التفرقة، وإثارة الفتن، ومساندة العداوة باسم الحرية، فمآله حتماً الخسران عاجلاً أم آجلاً.
كاتب وأكاديمي بحريني

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية