في مؤتمر صحافي هو الأول من نوعه اجتمع مؤخرا (يومي 6 و7 يوليو الجاري 2023) في جنيف فريق من البشر مع فريق آخر من الروبوتات، تحديدا الروبوتات التسعة الشبيهة بالبشر، والتي حاولت في هذه القمة - بعنوان “الذكاء الاصطناعي من أجل الخير” ونظمها الاتحاد الدولي للاتصالات بمشاركة الحكومات والمجتمع المدني ووكالات الأمم المتحدة ومبتكري الذكاء الاصطناعي (3 آلاف خبير فى المجال من جميع دول العالم حضورا، وأكثر من نصف مليون مشارك عن بُعد) - إثبات أهمية الذكاء الاصطناعي والمساعدات التي يمكن أن تقدمها في أعمال الخير وحل المشكلات التي تواجه الإنسان، وتطمين البشر وتقليل هواجسهم وتهدئة مخاوفهم من مخاطر تعمق العالم في الذكاء الاصطناعي للدرجة التي بات فيها البشر يسلمون أنفسهم لإصدارات وأدوات هذا الذكاء، لكنهم وجدوا أنهم قد يتحولون لضحايا له، وتبينت لهم أهمية فرض الرقابة ووضع القوانين المنظمة والحاكمة له بعد أن انفتح مسار تطور الذكاء الاصطناعي ولم يعد بقدرة البشر وضع حدود له.
الروبوت الطبي “غريس”، والتي ترتدي زي الممرضة الأزرق، تعرف أن البشر يتخوفون من فقد وظائفهم، لذا أكدت للحاضرين أنها لن تحل محل أية وظائف موجودة وسيقتصر دورها على مساعدة البشر، أما الروبوت “أميكا” فقد نفت نيتها التمرد على مخترعها المشارك في المؤتمر، مؤكدة ارتياحها لوضعها والمعاملة اللطيفة التي يعاملها بها، في حين أعربت “أيدا”، وهي روبوت “فنانة” تستطيع رسم صور شخصية عن موقف مخترعها الداعي إلى فرض مزيد من التنظيم والقيود على بعض أشكال الذكاء الاصطناعي، وهو الأمر الذي رفضته الروبوت “ديزدمونا” المغنية التي طالبت بإفساح المجال أمامها لاستكشاف الكون والعالم، وهو نفس موقف الروبوت “صوفيا” التي ترى أن الروبوتات يمكن أن تصنع قادة أفضل من البشر. وللحديث بقية.
* كاتب مصري