العدد 5365
الجمعة 23 يونيو 2023
banner
زيارة وزير الخارجية السعودي لطهران... دلالات وضمانات
الجمعة 23 يونيو 2023

رغم أنها أول زيارة لوزير خارجية سعودي منذ 17 عاما لإيران، ورغم أنها جاءت في سياق مشهد مفعم بالأمل والتطلع لصفحة جديدة في العلاقات، إلا أن كل ذلك لم يثن الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودي عن الصراحة والوضوح والحسم خلال لقاء نظيره الإيراني حسين أمير عبداللهيان في 17 يونيو الجاري، حيث حدد نقاطًا مهمة تعد بمثابة ضمانات ومتطلبات إذا ما أرادت إيران علاقات طبيعية حيوية مع جيرانها، ولامست مخاوف وهواجس دول المنطقة من السياسات والممارسات الإيرانية ومن أهمها الالتزام بمبادئ العلاقات الدولية وحسن الجوار، حيث شدد الوزير السعودي على أن “العلاقات الثنائية الآن تقوم على أساس واضح من الاحترام الكامل والمتبادل للاستقلال والسيادة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية”، وهذا هو الأساس الذي لطالما تنشده دول المنطقة من إيران وتطالب بالتمسك والالتزام به .
ولأن الأنشطة النووية الإيرانية مصدر قلق وتهديد خطير وإدانتها والتحذير من خطورتها بند ثابت في المؤتمرات والاجتماعات الإقليمية والدولية المعنية بأمن المنطقة واستقرارها، حظي هذا الملف بنصيب في محادثات الوزيرين، إذ أكد وزير الخارجية السعودي ضرورة أن تكون المنطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل، وضرورة التعاون المشترك لصالح أمن واستقرار المنطقة. من الأمور الأخرى المهمة التي تعكر صفو المنطقة وتهدد استقرارها ، ما تتعرض له الملاحة البحرية والممرات المائية من أعمال قرصنة وإرهاب، فشدد الأمير فيصل بن فرحان على ضرورة التعاون لتحقيق الأمن الإقليمي لاسيما أمن الملاحة البحرية والممرات المائية.
وتأكيدًا لنهج سعودي راسخ بالترحيب بحجاج بيت الله الحرام من كل مكان دون أية تفرقة أو تسييس كما يدعي البعض، رحب الأمير فيصل بن فرحان بقدوم الحجاج الإيرانيين لأداء المشاعر المقدسة، انطلاقا من أواصر الأخوة وحسن الجوار التي تجمع البلدين .لا شك أن التزام إيران بما حدده وعبر عنه وزير الخارجية السعودي بكل وضوح من شأنه أن يدفع لعودة العلاقات الطبيعية بين البلدين وبين إيران ودول المنطقة وسينعكس إيجابا على العالم.

كاتب مصري

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية