العدد 5378
الخميس 06 يوليو 2023
banner
وأعادت الـ “روبيتين” بعد ربع قرن!
الخميس 06 يوليو 2023

رسالة غريبة على الخاص بالإنستا، من حساب لم يكن ضمن المتابعين لي، قالت فيه وبالعامية وبما معناه: “بصراحة، كنت أبحث عنك منذ سنوات، أنا زميلتك في المدرسة، وحدث أن استلفت منك 200 فلس، ونسيت أن أرجعها لك، دارت الأيام والسنوات، فبحثت عنك في محرك البحث قوقل، إلى أن توفقت أخيرًا وحصلت على حسابك.. المهم أحببت أن أرجع لك السلف براءة للذمة، وإن أحببت سأتصدق بها عنك”! 
رسالة صدمتني، وأضحكتني حقيقة، وجعلتني في دهشة! وجعلتني أتساءل.. أهو مقلب من صديقة؟ أم إنها مصيدة من إحداهن؟ أم ماذا وراء هذه الكلمات التي جاءت من حساب خاص متستر باسم أم يوسف! المهم أنني لم أتركها إلا بعد أن توصلت إلى هويتها رغم رفضها، حرجًا من الموقف الذي جعلها طوال 25 عامًا تبحث عني! لا أخفي أن موقفها هذا جعلني أضعها في مجال مقارنة مع كثيرين، والذين لا يتوانون عن تناسي أي سلف أو دين رغم أن المبالغ كانت أكبر بكثير.. يطلبون تلك المبالغ باسم الدين وفي قرارة أنفسهم بأنها عطية، فلا يفكرون أصلًا في إعادتها، رغم أنهم أناس راشدون! إلا أنها ورغم بساطة المبلغ، ورغم كوننا طالبات في المدرسة حينها، ورغم مرور كل تلك السنوات، لم يهدأ لها بال إلا بعد أن توصلت لي، لتبرئ ذمتها.
لو خليت خُربت، كما قال أجدادنا، بلا شك هناك أمثال أم يوسف كثر، ممن تربوا على خُلق يحرمهم من النوم طالما وراءهم دين لأحدهم، ويخافون يومًا يحاسبون عليه، وإن قلت دراهمه، وفي المقابل هناك كذلك من يحسب الأمر “فهلوة” كما يقول إخوتنا المصريون، وشطارة، تستلف من هذا وذاك، ولا ترجع الدين، طالما وراءهم أناس ليسوا من أولئك الذين يطالبون المدين بالسلف، ليس لأنهم ليسوا بحاجة إلى تلك المبالغ، بل لأنهم من صنف من يمد عونه للسائل والمحتاج، حتى وإن كان هو أكثر احتياجًا وعوزًا، وإن اضطر للاستدانة من شخص آخر، فقط كي لا يرد سائلًا. 
ياسمينة: الذمة من الخُلق العظيم.
*كاتبة بحرينية

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .