العدد 5371
الخميس 29 يونيو 2023
banner
“خلوا البنات يصلون”
الخميس 29 يونيو 2023

مهما كانت الأسباب التي نخمنها، إلا أن المصليات في المجمعات التجارية بشكل خاص، ومصليات المرافق العامة بشكل عام تحتاج إلى إعادة نظر، فمن الإجحاف بحق النساء أن تعاني مصلياتهن من سوء التكييف، خصوصاً مع جونا الحار الخانق، فالمصلية منهن تؤدي صلاتها على عجلٍ ودونما أي تركيز، ما يفقدها الخشوع، فقط لأن المصلى لا يتسم بالبيئة الملائمة لأداء الصلاة، والتي منها درجة برودة المكان!
تنعم المجمعات التجارية بشكل عام بتكييف هوائي ممتاز في جميع محلاتها وصالاتها المختلفة، إلا المصليات فيها، وعلى وجه الخصوص مصليات النساء، وكأنها في مكان منفصل، لا يمت للمجمع بصلة! إذ تعاني من سوء التكييف، حتى تكاد تشعر المصلية بأنها تختنق بوشاح صلاتها! أهو تمييز؟ خصوصاً أن مصليات الرجال لا تعاني من هذه المشكلة. أم هو تطفيش؟ حتى لا يطول للنساء البقاء في المصليات لمدد أطول من مدة قضائهن صلاتهن، لما يعرف عن بعض النساء من الإطالة في العبادات، أو لربما لقطع الطريق عليهن لـ “سوالف” ما بعد أداء الصلاة!
أعرف من يعترفن بأنهن يؤدين صلاتهن دون خشوع، ركوع وسجود فقط لأداء الفريضة، وعدم تأخيرها لوقت العودة للمنزل، وتقول الواحدة منهن خجلاً “لا أعرف ماذا قلت في صلاتي، لكن أديتها كي لا أشعر بالذنب وأنا أتسوق وأتنقل من محلٍ لآخر وأنا لم أؤدي صلاتي، التي حتماً ستكون متأخرة جداً إن ما أجلتها لحين عودتي للمنزل”، فيما أخريات يؤثرن تأجيلها، تفادياً للجو الخانق الذي يشعرن فيه داخل تلك المصليات! وبدلاً من أن يشعرن بالراحة النفسية، يصبن بضيق النفس والتنفس!
مسألة التمييز في المصليات في المرافق العامة متكررة، فمصليات الرجال تحظى باهتمام أكبر من تلك الخاصة بالنساء، وعلى جميع المقاييس، والتي منها الاهتمام بنظافتها! بل أحياناً من توافرها أصلاً، فطبيعي أن تجد مصلى للرجال ولا تجد قسماً آخر مخصصاً للنساء، وكأن الرجال وحدهم من يؤدون الصلاة دون النساء!


ياسمينة: من حق النساء أن تتوافر لهن مصليات ببيئة ملائمة أسوة بمصليات الرجال.


كاتبة بحرينية

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية