العدد 5364
الخميس 22 يونيو 2023
banner
الصحافة... براق الحلم للبسطاء من الناس
الخميس 22 يونيو 2023

دائما تجد المواطن البسيط يقدس كلمات الكاتب الذي يعبر عن همومه وقضاياه ويساعده على لفت انتباه المسؤولين صوب مشكلته لتتبعها وتفحصها، علما أن الصحافة وحدها لا تستطيع أن تحرك العالم وتغيره، لكنها تستطيع أن تساهم في تحويله.
حدثني أحد المواطنين بعد نشر مقال “الحلم بالسفر والتمدد على الشواطئ المدهشة” قبل أيام، والذي أكدت فيه استحالة استفادة أصحاب الدخل المحدود من العروض الترويجية لشركات السفر والسياحة بسبب ارتفاع الأسعار، قائلا “لقد تكلمت بلساننا وأوصلت صوتنا وهذا أهم شيء، وثقتنا في الصحافة كبيرة”. هذا المواطن البسيط لم يكن متفائلا، ويعرف أنه يعيش تضاريس موحشة وباعثة على الألم بسبب الديون والمسؤوليات، وكان يحلم بنسج زي سحري يأخذه مع عائلته إلى أي مكان في العالم في العطلة الصيفية، لكنه وجدها مهمة صعبة، ولا يمكن له الاحتجاج، لكن ما إن قرأ في الصحافة عن غلاء تذاكر السفر وفرض مكاتب السياحة نظريات فلسفية تطبع في النفوس الألم، وهناك أيضا جهد إضافي من شركات الطيران بكل المنابع والدلالات، خرج وكسر الترتيب السردي لمعاناته وأشاد بالصحافة وعبر عن ما في قلبه، رغم أن الكلمة وجودا تدور حولها الأشياء ولا تدور حول الأشياء، وجعل من الكتابة سرا ومرتبة بإمكانها تغيير ما تقوم به شركات السياحة والطيران التي تقف في منطقة غامضة بالنسبة له.
صدق من قال إن الصحافة مرآة مبدعة لحياة المجتمع، وتلقي الضوء كاملا على واقعية الناس الذين ينجذبون تلقائيا لمن يكون لهم صوتا مسؤولا، وليس متغيرا بتغير الأزمنة. الموقف المثالي للكاتب هو الذي يريده القارئ حتى لو أنه لم يستطع فتح الطريق إليه لحل مشكلته وبقي متعثرا ساقطا، والألم يشرب قلبه. نحن في الصحافة كبراق الحلم للبسطاء من الناس.

*كاتب بحريني

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية