بدأت شركات الطيران والمكاتب السياحية الترويج لرحلات العطلة الصيفية، وكل جهة تعد برحلة مميزة ومغامرات مثيرة وشيقة، لكن كل هذه العروض لا يمكن أن يستفيد منها أصحاب الدخل المحدود بسبب أن الأسعار أشبه بالسياط الملتهبة، أرقام خيالية تجعل المواطن البسيط يتصبب عرقا وتعتريه الغيبوبة، حتى تذاكر دول الجوار قفزت إلى سقف السماء وجعلت المواطن يطلق زفرة كبيرة من الألم تكون بمثابة الاحتجاج الكبير على خطط الشركات ومكاتب السياحة التي تسير مندفعة ونشطة ويشاركها الفرحة الكبرى من يستطيع السفر والتمدد على الشواطئ والبحار المدهشة والاستمتاع بمناظر الحدائق الفاتنة وأضواء الموسيقى. 
قد تكون مسألة توقيف القروض الشخصية خلال جائحة كورونا، سببا واضح التكوين في عدم مقدرة أصحاب الدخل المحدود على الاستمتاع بالسفر في العطلة الصيفية مع أفراد العائلة، “أتحدث عن البعض وليس الكل”، فقد اعتاد البعض قبل الجائحة أخذ إضافة على قرضه الشخصي بعد مرور سنة واحدة، ليحصل على “المقسوم” الذي يستطيع به السفر مع أسرته، وهي حسبة من أشق الأمور وأصعبها في الحياة على هذا المواطن، لكن ليست هناك طريقة أخرى تشرق نفسه بالسعادة العظمى، طالما استطاع ورغم القلق الفعال الذي يتحرك في أعماقه أن يرفه عن أسرته ويسافر بها إلى ركن من أركان العالم، لكن بعد انتهاء الجائحة واستقرار البشرية نفسيا وفكريا، لم تستقر معها البنوك التجارية التي كانت تنزف، وتغيرت الصورة وسمع رنين جرس يمزق الصدر. فمن كان راتبه متواضعا واستفاد من توقيف القرض الشخصي خلال الجائحة، لا يمكنه أخذ إضافة بسبب ارتفاع الفائدة وتعدي الحد الأقصى، وعليه الانتظار سنة أو ربما أكثر لتكون خطوته محببة عند البنوك التجارية لترضى عليه وتمنحه السعادة المؤقتة.
سبحان الله.. قوانين البنوك التجارية مثل الفلك والفيزياء والكيمياء، وتلحق ضررا بفاعلية الإنسان العقلية.
* كاتب بحريني