العدد 5354
الإثنين 12 يونيو 2023
banner
اللاعب الهدَّاف والحكم !!
الإثنين 12 يونيو 2023

كن في الحياة كاللاعب وليس كالحكم، لأن الأول يبحث عن هدف والآخر يبحث عن خطأ. أعجبتني هذه العبارة كثيراً فأخذتُ أرددها بيني وبين نفسي لأكثر من مرة، وفي كل مرة تأخذني الذاكرة إلى مواقف مررت ببعضها وعايشتُ وعشتُ بعضها. مواقف إدارية ذات درجات متفاوتة في التأثير سلباً أم إيجاباً تحفيزاً أم إحباطاً. أحدثت تعديلاً في تلك المقولة لتصبح: كن في القيادة الإدارية كاللاعب وليس كالحكم... إلخ. ثم عرضتُ المقولة على أحد الاختصاصيين الممارسين للعمل الإداري ليروي لنا تجربته في هذا السياق فقال:       
مرة أكون في خانة المحظوظين فيكون رئيسي من يعمل من أجل تحقيق هدف محدد، أسلوبه واضح في الإدارة. يتقن التواصل مع مرؤوسيه ويعاملهم كما هو يحب أن يُعامل. استطاع هذا القيادي أن يرسخ الثقة بين المرؤوس والرئيس فكسب عقول العاملين قبل قلوبهم وتمكن من تعزيز الولاء المؤسسي لديهم فأصبح الجميع يعمل كفريق عمل واحد. شخصية قيادية مميزة ومتواضعة تحترم إنسانية الفرد وتقدر جهوده، حريص أن لا تخرج كلماته عن دائرة التهذيب واحترام الذات الأخرى. ويواصل صاحبنا تجاربه مع رؤسائه فيقول: 
ومرة يدخلني الحظ عالماً غامضاً يكاد غموضه يطغى على بيئة العمل فيتيه من يتيه في تلك الدروب الغامضة ويشقى نتيجة لذلك الغموض. هذا المسؤول يبحث عن زلّة لسان من قبل أحدهم أو خطأ في عمل معين ولو كان هذا (الخطأ) لا يرتقي إلى مفهوم الخطأ فيأخذ في تطبيق لائحة السخرية والتهكم. متعته إضحاك الآخرين على حساب زميل لهم. قد لا يهمّه تحقيق هدف معين بقدر اهتمامه باكتشاف الأخطاء. يتابع محدّثنا قائلاً: عملت مع هذا المسؤول فترة واستغربت كيف استطعت التأقلم مع سلوكياته غير العادية تلك. تعلمت أننا يجب دراسة شخصية من نعمل معه وخاصة من نعمل تحت إمرته لنجد المفاتيح التي ترشدنا لكيفية التعامل معه... ما رأيك سيدي القارئ في تجارب محدّثنا؟

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .