ارتديت جينزا واسعا أزرق اللون وبلوزة داخلية سوداء يعلوها جاكيت قصير أسود، ثم خططت عيني بكحل أزرق اللون، وجلست بكل أدب في زاوية المنزل أنظر إلى هاتفي بتوجس مخيف، كانت الرسائل النصية تصلني الواحدة تلو الأخرى، هل أنت جاهزة؟ رددت بنعم!
وصلت سيارة “سبورت” إلى المنزل لتقلني، خرجت مسرعة وبخطوات متوترة، نظرت خلفي وطلبت من والدتي أن تبقي ما عرفته سرا، فلا أحد يعلم ما سأقدم عليه الليلة، أومأت إيجابا بمضض، ركضت مباشرة نحو السيارة وركبتها وقلت لمن فيها انطلق. كانت الساعة تشير إلى التاسعة مساء عندما وصلنا إلى المكان، كان مزدحما للغاية وجدت فيه من الفتيات من هن في عمري ومن هن أصغر ومن هن أكبر، كنت خجلة كثيرا، خصوصا أن صديقتي تركتني بمفردي حيث تفرض شروط الأمن والسلامة تواجد كل فرد في مقعده دون مزاحمة الآخرين ودون الجلوس سوى في المقعد المخصص لك!
فجأة خفتت الإضاءة وبدأ العرض الذي نقلنا جميعا إلى بداية الألفية ووجدتني أردد كل ما حفظت منذ صغري عن ظهر قلب، وتفاجأت أنني ما زلت أحفظ ألحانا وكلمات لم أرددها منذ عشرين سنة، ووجدت سمر الصغيرة التي لم تكبر يوما واحدا عما كانت عليه في المرحلة الإعدادية والثانوية موجودة ومستمتعة! لقد أزالت عن قلبها ثقل واجبات منزلية ومهنية وقضايا اجتماعية وأفكارا مجتمعية رجعت لفترة مراهقتها، لكن مع زيادة في الوزن تفوق عشرة كيلوجرامات، لكن روحها الشابة كانت موجودة وسعيدة تماما بتلك الليلة التي قضتها كفتاة حالمة سعيدة لا تحمل أية هموم!
انقضت الساعتان وعادت “سندريلا” أقصد عدت إلى واقعي الجميل مع ذكريات الماضي وأحلام المراهقة، رجعت إلى المنزل.. ولا يعلم أحد سوى والداي أين كنت في تلك الليلة.
*كاتبة وأكاديمية بحرينية