العدد 5335
الأربعاء 24 مايو 2023
banner
التواضع ثقة
الأربعاء 24 مايو 2023

إن المتأمل في جانب سلوكيات البشر وأنماط الشخصيات المتنوعة، سيجد أن هناك بعض المواضيع المرتبطة بالسلوكيات تحتاج إلى إعادة نظر باستمرار، وإعادة طرح لأنها مواضيع حيوية مرتبطة بالعلاقات الإنسانية وآلية التواصل بين الناس في جميع المنظومات الاجتماعية سواء داخل الأسرة كالعلاقة بين الزوجين أو وسط محيط العائلة أو في العمل بين الزملاء والرؤساء، أو حتى على مستوى المجتمع وفق التعاملات بين الأفراد التي تجمعها المهمات أو الشغف أو الإنجاز، ويعد التواضع إحدى السمات المهمة التي تحدد مصير العلاقات بين الأفراد، فالأشخاص بطبيعتهم يميلون إلى التعامل مع الشخص الهين واللين الذي يبدي بوادر الطيب والتعامل الراقي، وفي الوقت نفسه ينفرون من الأشخاص المتعالين الذين يظهرون استخفافهم بمن هم أقل منهم ويظهرون تميزهم بصورة خارقة بقصد إشعار الأطراف الأخرى بضعفها ونقصها، ويعرف التواضع على أنه دلالة على خفض الشيء وهو بالتحديد يعني اللين مع الخلق وخفض الجناح، ويعتبر التواضع في علم النفس من القيم القديمة والأساسية التي تدخل ضمن تعريف الأطر الأخلاقية وترتبط باستمرار الخير المجتمعي، وهو وسيلة للتفاعل الإيجابي بين الأفراد في ظل علاقات خالية من الغطرسة وفرض النفوذ الفكري والذاتي.


ويعد التواضع علامة من علامات الثقة، فلا يتواضع الإنسان إلا عندما يكون على قدر من الثقة بعلمه ومهاراته، خصوصا إذا كان مجتهدا في بناء فكره وذاته فلا يخشى من المنافسة ولا يتخذ من التكبر أسلوبا لفرضه على الآخرين، وذلك لأن المتكبر بحسب ما يفيد علماء النفس ما هو إلا إنسان يشعر بالنقص فيتخذ من التكبر أسلوبا لتعزيز النقص.


الشخص المتواضع الذي بنى تواضعه على أساس الثقة يجيد استخدام علمه ومهاراته بصورة حقيقية، ويسخر ما يملك لأهداف تفوق المصلحة الشخصية.


كاتبة وأخصائية نفسية بحرينية

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .