حكايتك المختلفة، أنت بطلها، ترسم أحداثها وأنت ترسم مسيرة حياتك، بعض الأحداث تختارها وبعضها تختارك، وفي كل الأحوال أنت الحكاية التي تكتب في هذه الحياة، ما أجمل أن تكون الحكاية مدركة من قبل صاحبها، خصوصاً إذا استطاع التحكم في الظروف والعواصف التي قد تعري الحكاية لتصنع منها حكاية أخرى، وما أجمل أن تكون قصة ملهمة تستشعرها أنت أولا بعظمة صبرك وإنجازك وأملك الذي تتخطى به كل التحديات.

نصادف في مسيرة حياتنا أفراداً عندما نتعرف على حكاياتهم نكتشف أن حكاياتهم ليست عادية، بل تستحق أن تروى وتنقل لكي تكون بمثابة ضوء الأمل الذي ينير العتمة، إن في حكايات الصبر والاجتهاد والمثابرة والطموح والابتكار نماذج عظيمة من الصور الملهمة التي تحفز الآخرين نحو المضي والاستمرار واكتساب القوة، ولعل تبادل القصص الناجحة بات إحدى الوسائل المهمة التي تثري خبرة الأفراد وتعيد شحن الطاقة التحفيزية، عدا عن ذلك فإن القصص الملهمة باتت إحدى وسائل العلاج النفسي والعلاج الجماعي من خلال إطلاع الشخص المعتل على تجارب الآخرين الناجحة، خصوصاً إذا أدرك أن ما مر به وما أصابه يتشابه مع ما يمر به الآخرون في ظل متغيرات الحياة، وأن هناك دائماً حلولاً يمكن اكتشافها والمضي نحوها، خصوصاً إذا ما تم إدراك أن التغيير حقيقة ثابتة في حياة البشر، فنحن لا نتوقع السير على خط واحد ثابت دائماً، بل نتمنى أن نرتقي في سيرنا للمضي دائماً نحو الأفضل والأسعد.

الأشخاص الذي يمتلكون قصصاً ملهمة تصنف ضمن قصص النجاح لابد أن يشاركوها الآخرين سواء على مستوى الأسرة، أو محيط الأصدقاء، أو حتى محيط المجتمع، إننا نقوى بتكاملنا مع بعضنا، وتشاطرنا تحديات الحياة.

كاتبة وأخصائية نفسية بحرينية