تعد الاستشارات الزوجية أحد أوجه الإرشاد الأسري، والتي باتت متطلبا مهما في مجال العلاقات الإنسانية بهدف تكوين علاقة ناجحة قدر المستطاع من أجل ضمان واستمرار الأسرة.

ويسعى المعالجون الأسريون والنفسيون لحل المشكلات الزوجية التي قد تطرأ وإعادة بناء العلاقة من خلال إيجاد جسر من التواصل ورصد الحلول المتاحة، فقد تتعدد المشكلات التي قد تواجه الحياة الزوجية، خصوصا مع مرور الوقت وحدوث المتغيرات التي تؤثر على سير العلاقة والتي تتطلب أحياناً أخذ قرارات ومناقشة ومرونة في صناعة الحلول، كإنجاب الأطفال والاتفاق على طريقة التربية، وظهور المشكلات المادية، والحاجة للسفر بحكم مهمة العمل أو الدراسة، وتغيير السكن، وإصابة أحد الأزواج بالاضطرابات النفسية، وعدم التوافق النفسي بين الشريكين وغيرها من مشكلات متعددة، وهنا لابد من الإشارة والتوضيح إلى أن الاستشارات الزوجية لا تقتصر على مراحل الزواج الأولى فقط، بل قد تظل هناك حاجة لها بعد مرور عشر سنوات وأكثر وذلك بحسب التفاعل مع المتغيرات وتأثيرها على العلاقة، بل إن الوضع الراهن الذي يقتضي حدوث قضايا معقدة في الزواج يتطلب أهمية تعزيز الاستشارة الزوجية قبل الزواج، والتي تعد بمثابة تهيئة للمقبلين على الزواج، حيث من شأن هذا الأمر أن يعزز الوعي لدى الأزواج ويوسع مدارك بصيرتهم في مفهوم العلاقة الزوجية والأسرة وآلية حل المشكلات من خلال تكوين مهارات وخبرات مهمة لسير العلاقة الزوجية بأقل ضرر.

إن النصائح التي يبنيها الأفراد من الخبرة في الزواج، ويقدمونها للآخرين قد تكون جيدة أحياناً، لكنها لا تلغي أهمية أن من يقدم الاستشارة الزوجية لابد أن يكون معالجا مختصا في المجال، ويكون صاحب خبرة في مجال الاستشارات النفسية والأسرية.

* كاتبة وأخصائية نفسية بحرينية