العدد 5328
الأربعاء 17 مايو 2023
banner
ارحموا طلابنا من هذه الأعباء
الأربعاء 17 مايو 2023

غير مرة ناشدنا وزارة التربية والتعليم بضرورة إجراء عملية مراجعة وتحديث شامل للمناهج المدرسية في المراحل الدراسية كافة، حيث يشارك في وضعها أساتذة الجامعات وأبرز الشخصيات في الوزارة. المناهج ليست فوق النقد بحيث لا تطالها يد التغيير، وبالتالي فإنّ التعديل يمثل ضرورة بالغة. إن العالم يشهد تحولات جذرية في مختلف الميادين وباتت الحاجة ملحة لإجراء المراجعات لتواكب سيرورة الحياة من جهة، واستجابة للواقع الاجتماعيّ من جهة أخرى.
فمن بين الملاحظات للمسؤولين في إدارة المناهج أنّ العديد من مناهجنا تفتقر للمهارات الضرورية التي تنمي روح الإبداع والابتكار وتبتعد عن أسلوب التلقين القاتل لروح الإبداع، وهذه القضية بالتحديد كانت ولاتزال وستبقى الشغل الشاغل لرجال التربية وأخصائيي المناهج في جميع أقطار العالم بلا استثناء، ولا أظنّ أنّ من أنيطت بهم هذه المهمة لدى وزارة التربية والتعليم غائبة عن أذهانهم هذه القضايا بالغة الأهمية.
والذي يدعو للاستغراب والدهشة أنه حتى اللحظة مناهجنا أو أغلبيتها تكرس عملية التلقين أو الحفظ الآليّ، وهو أسلوب أثبت فشله وعقمه فضلا عن كونه مدمرا لملَكة الإبداع. فلماذا تصر الوزارة على ترسيخه؟ ولعل المثال الساطع أمامنا هو تكليف الطلبة في جميع المراحل الدراسية بحفظ عشرات القصائد. إنها عملية تستنزف جلّ وقت الطلاب ناهيك عن كونها عديمة الجدوى أو ضئيلة الفائدة على أحسن الافتراضات. ربما كان هذا الأسلوب مقبولا قبل خمسة أو أربعة عقود من الزمن، بيد أنه في ظلّ الثورة التكنولوجية الهائلة فلا أظنّ أنه مقبول أبدا، ومن الأهمية إعادة النظر في الأمر حرصا على وقت أبنائنا الطلاب وتوجيههم إلى مجالات أكثر أهمية.
على مدى الأيام الفائتة انطلقت شكاوى من قبل الكثير من أولياء الأمور ينادون بالتقليل من حفظ القصائد، ذلك أنها باتت تستهلك جزءا من أوقاتهم وتشكل أعباء لا طاقة لهم بها. ولا نشك بأنّ المسؤولين في وزارة التربية سيضعون مثل هذه الملاحظات بعين الاعتبار حرصا على مستقبل أبنائنا الطلاب.
كاتب وتربوي بحريني

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية