العدد 5326
الإثنين 15 مايو 2023
banner
هل نترك مقعدنا لمن هو...؟
الإثنين 15 مايو 2023

اعتاد أعضاء مجلس إدارة إحدى الجمعيات المهنية على سلوكيات أحد زملائهم غير العادية عند وجوده في أي اجتماع للمجلس. فهذا العضو يحضر في العادة متأخرًا، وبعد دقائق يبدأ بالانشغال بجهاز الهاتف، وأثناء ذلك يردد وبصورة تكاد تكون مكررة في معظم الاجتماعات لائحة التذمر التالية:
في الواقع كنت في اجتماع واستأذنت قبل انتهائه لحضور اجتماعكم هذا. والآن عندي اجتماع آخر مباشرة بعد هذا الاجتماع. ويختم صاحبنا لائحة التذمر بمقولته المعروفة: “متى تنتهي هذه الاجتماعات وكيف يمكن تنظيم أوقاتها. كم كنت أتمنى أن تشمل تلك اللائحة هذا السؤال: ماذا أضفت أنا في هذه الاجتماعات؟ وهل أنا مقتنع بمساهماتي وعطائي؟”.
جميل أن يساهم الفرد بخبراته وتجاربه وعلمه من خلال العضوية في مجالس الإدارة واللجان وفرق العمل.. إلخ. ولكن نكاد نتفق سيدي القارئ على أن يكون هذا الفرد عضوًا منتجًا وفاعلًا. هذا يتطلب منه الإعداد الجيد لهذه الاجتماعات والمساهمة في النقاشات والحوارات أثناء وجوده وإلا أصبح حضوره كما عدم حضوره. 
في مثل هذه الحالات أرى أنه من الشجاعة والمصارحة مع النفس أن نترك مقعدنا لمن يمتلك الوقت والكفاءة لإعطاء هذا المنصب حقه فمجلس الإدارة وكما تعرفه المصادر الإدارية هو “الإدارة العليا المسؤولة عن وضع الاستراتيجيات وخطط المنظمة وتحقيق نتائج أعمالها”. العضوية في مثل هذه المجالس كما تعلم سيدي القارئ هي تكليف بتحمل هذه المسؤولية وهذا يعني ألا نكتفي بفتح ملف الاجتماع أثناء عقد الاجتماع فحسب.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية