العدد 5310
السبت 29 أبريل 2023
banner
لا للحرب.. نعم للسلام
السبت 29 أبريل 2023

لكل حرب مسببات داخلية وأخرى خارجية، تستهدف وحدة البلاد والشعب وسيادته على أرضه، بدأت الحرب السودانية قبل انفصال الجنوب عن الشمال، وتوسعت بعد الانتفاضة السودانية ولم يستطع الائتلاف المدني السياسي والعسكري أن يَردم كُل ما عاناه السودان من مشاكل وأزمات من جوع وارتفاع للأسعار وغياب للأدوية وتغييب للمشاريع من اجتماعية واقتصادية وسياسية.
فالحرب التي تشتعل الآن بين عسكر السودان ليست من أجل السودان ولا من أجل شعبه، بل من أجل السلطة وما تحويه من مكاسب، فزادت هذه الحرب ألم السودان ومُعاناة شعبه، وهو جُرح عربي لجميع الأقطار العربية، فالمتقاتلون أشقاء عرب وفي قطر عربي، وهذا الاقتتال ستمتد خطورته وتأثيره لسنوات قادمة، ولن يخرج السودان وشعبه من دائرة الوجع، بل ستستعر ناره أكثر، وبسبب الحرب عاش السودانيون عيدًا دمويا وبألم فراق ضحايا هذه الحرب.
كُل فريق يدعي أنه على حق في قتاله الفريق الآخر؛ وكُل فريق يدعي أيضًا أنه المنتصر على الآخر؛ ومازال القتال مُستمرًا دون أن تلوح بادرة حسم لأي منهما، أو التأثير على مآلاتها، وقد تطول فترة هذه الحرب التي لا شرعية لها ولا شعبية، في وقت يرفض طرفا الصراع نداء وقف الحرب.
الشعب السوداني وقواه السياسية والمدنية وأبناء الأمة العربية ينادون بوقف هذه الحرب دون قيد أو شرط، وبانبثاق سلطة مدنية ديمقراطية تخضع لها كل مؤسسات الدولة المدنية والعسكرية لإحداث تحول ديمقراطي حقيقي ينهي هذه الصراعات العسكرية والحروب بين قطاعاتها، والابتعاد عن الميل لصالح دول الغرب، وألا يكون السودان وكيلا لهذا أو ذاك، وبالتمسك بمصلحة الوطن السوداني وسيادته وشعبه العربي وحمايته من التفكك الجغرافي، وأن يتمتع الجميع بما لدى السودان من خيرات، كما يكون الجميع شريكًا في القرار الوطني السوداني، ولتبدأ حياة السودانيين مجددًا بالتآلف في وطنهم بهدفٍ واحد وولاءٍ واحد للسودان الواحد، ومَن يقتل أخاه أو أبناء وطنه من أجل الاستئثار بالسلطة أو الثروة فهو لا ينتمي لهذا الوطن ولا لهذا الشعب.
يحتاج الشعب السوداني الآن إلى الكثير من الأدوية والأغذية والمأوى للذين تضرروا من هذه الحرب التي لن تنفع السودان وأضرته وأضرت شعبه، والتي زادت المشهد السوداني تعقيدًا وألمًا.
* كاتب وتربوي بحريني

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية