العدد 5302
الجمعة 21 أبريل 2023
banner
ارحموا من في الأرض
الجمعة 21 أبريل 2023

أتذكر جيداً وتحديدًا قبل أكثر من 50 عاماً، كنا نذهب مع الأهل في فصل الصيف في عطلة نهاية الأسبوع إلى ساحل البديع، وأتذكر مدى فرحتنا واستمتاعنا في ذاك اليوم الذي كنا ننتظره على أحر من الجمر، وأتذكر جيداً متعة السياقة مع والدنا رحمه الله ونحن نراقب سياقته بل نحاول تقليده في ذلك الشارع الجميل الذي كنا نتمنى أن لا ينتهي، حيث النخيل والأشجار المثمرة الجميلة. في تلك الحقبة الذهبية كان كثيرون يتمنون أن تكون منازلهم في تلك المنطقة، لكن نجدهم اليوم يتمنون عكس ذلك ولا ينصحون أحدًا بالانتقال إلى هذه المناطق! وليعذرني المسؤولون في وزارة الأشغال في معالجتهم مشكلة الازدحامات ليس في هذا الشارع القديم فحسب، بل في الكثير من شوارع البحرين.
لكم أن تتصوروا كيف يمكن لهذا الشارع أن يبقى كما هو بعد كل هذه السنين، فالجميع يعلم المد السكاني والكثافة السكانية المتزايدة في القرى الواقعة على طول هذا الشارع، ناهيك عن المدن الجديدة التي بنيت مؤخرا! ومن البديهي أن تعلل الوزارة المعنية بأنه ستتم توسعة الشارع عندما تتوافر الميزانية اللازمة! لقد قرأنا كثيرا عبر الصحف المحلية تصريحات المسؤولين في الوزارة بشأن توسعة الشارع منذ فترة طويلة، لكن إلى يومنا هذا لم يحدث شيء! تأكدوا يا سادة بأن كاتب المقال يقدر عالياً جهود الوزارة الحثيثة والمضنية التي تم بذلها في تشييد الكثير من الجسور والأنفاق ومشاريع البنى التحتية والخدمات.
شخصيًا أعرف أحد الأجانب من ساكني منطقة “سار”، اضطر لأن يترك منزله الذي يحبه كثيرًا ولم يكن يفكر يوما بتركه، بسبب الازدحام المروري عند ذهابه إلى العمل ورجوعه نظرًا لعدم وجود مداخل ومخارج تستوعب أعداد السيارات المهولة لساكني هذه المنطقة، ومنطقة “بوقوة” على سبيل المثال، لا يوجد بها إلا مدخل واحد، ويضطر ساكنو المنطقة وقت خروجهم لقطع طريق بعيد بغرض الوصول إلى وجهاتهم! هذه الأمثلة ما هي إلا فيض من غيض للكثير من هذه الحالات في جميع مناطق البحرين. 
لقد أصبح الناس يترددون في الخروج من منازلهم لقضاء حاجاتهم، فالشوارع أصبحت لا تطاق طوال اليوم بسبب الزيادة المضطردة في أعداد المركبات، إذًا ما هو الحل؟ فرض قانون لتحديد العمر الافتراضي للمركبات قد يكون حلًا. وكل عام والجميع بألف خير. 
* كاتب وإعلامي بحريني

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية