لا أعتقد أن أحدا لم يتابع مقطع الفيديو الذي انتشر كسرعة البرق بعيد زيارة أهالي المحافظة الشمالية لجلالة الملك المعظم في قصره العامر وذلك لتقديم التهاني والتبريكات لجلالته بمناسبة شهر رمضان المبارك، حيث كانت كلمات حضرة صاحب الجلالة الملك المعظم بعد انتهاء الزيارة في غاية الروعة بحق المفكر الدكتور علي بن محمد فخرو، ومن لا يعرف من هو الدكتور علي فخرو.
كلمات جلالته خرجت بشكل تلقائي ومن القلب إلى القلب عندما قال وبكل تواضع إنه تعلم الكثير من الدكتور علي، بل اعتبره “أستاذه”، وهنا أقف إجلالًا واحترامًا أمام جلالته على هذه اللفتة الجميلة والمحفزة والكريمة من جلالته، فالتواضع خلق جميل يتمتّع به الإنسان الراقي، والتواضع يفرض احترام الآخرين لك ويكسبك قلوبهم. إن جلالة الملك المعظم حفظه الله ورعاه عندما أشاد بسعادة الدكتور علي، إنما أراد أن يبعث أكثر من رسالة، الأولى أن القيادة الرشيدة تقدر قيمة كل بحريني خدم الوطن من خلال موقعه الرسمي، فالدكتور علي كما يعلم الجميع طبيب وأديب ومفكر سياسي تولى سابقاً منصبي وزير الصحة ووزير التربية والتعليم، كما عمل سعادته سفيرا للمملكة في كل من فرنسا، وبلجيكا، وإسبانيا، وسويسرا، ولدى اليونسكو. والحقيقة أن الدكتور علي استحق وبشهادة الجميع هذه الإشادة، فقد بذل الغالي والنفيس وأخلص في مواقع عمله وفي جميع مهماته ومسؤولياته ومازال يخدم وطنه.
والرسالة الثانية كانت موجهة إلى جميع مواطني هذا البلد، مؤكدًا جلالته قيمة الإنسان البحريني الأصيل، ومشيدًا بأخلاقه الوطنية الرفيعة، فجلالة الملك ورث صفات التواضع ودماثة الخلق والإنسانية من والده صاحب العظمة الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة طيب الله ثراه، وجلالته الآن يسير على خطاه. قال صلى الله عليه وسلم “التواضع لا يزيد العبد إلا رفعة، فتواضعوا يرحمكم الله”.
أدعو الله عز وجل أن يسبغ على جلالتكم الصحة والعافية وطول العمر، وينعم على شعبكم بنعمة الخير والعطاء في عهدكم الميمون، وفي ظل مسيرة الإصلاح المباركة وبدعم من ولي عهدكم رئيس مجلس الوزراء حفظه الله ورعاه. اللهم احفظ البحرين قيادة وشعبًا من كل سوء ومكروه.
* كاتب وإعلامي بحريني