قديماً قالوا إن المجالس مدارس، فهي مدارس للقيم والعادات والتقاليد، هذه الجملة رددها مراراً صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة طيب الله ثراه على مسامعنا في مجلسه العامر، والقصد كان تبيان عملية التعلم التي ترسخت في البحرين منذ عقود، وكان منبعها تلك المجالس الوطنية التي تجمع أهل البحرين المخلصين، وتدور فيها بينهم النقاشات الجادة المعنية بالوطن وشجونه وهمومه.
اليوم مجالسنا عامرة في مملكتنا الغالية، وهي مجالس تدخل السرور إلى القلوب، وتترجم العلاقة الوطيدة بين القيادة الرشيدة ومختلف أبناء الوطن، فكم هي الفرحة ونحن نطالع بهجة هذه المجالس مع حلول الشهر الفضيل، مجالس رمضان هذا العام جاءت مختلفة بعد أن توقفت أكثر من سنتين بسبب جائحة كورونا، وقد يقول البعض إن هذه المجالس للزوار الذين لهم مصالح مع أصحابها، وتغلب عليها المجاملات وليست منها أية فائدة تذكر! أقول لهؤلاء يكفي أن نلتقي بالأهل والأصدقاء، وأن نتعرف على أصدقاء جدد.
صاحب السمو الملكي ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله يحرص على مواصلة نهج التواصل مع أبناء شعبه في هذا الشهر المبارك بالالتقاء بمختلف أطياف المجتمع البحريني، فزيارات سموه تعكس حرص ورغبة القيادة الرشيدة بقيادة جلالة الملك المعظم حفظه الله ورعاه بالحفاظ على هذه العادة المتوارثة لعقود من الزمن، وما لفت نظري هذا العام تواجد ومشاركة العناصر الشبابية في تلك المجالس وحرصهم على المشاركة في المواضيع التي تطرح فيها. أتمنى أن يقوم الآباء بدورهم في تشجيع أبنائهم على هذه العادات والتقاليد الاجتماعية الراسخة التي توارثناها من آبائنا وأجدادنا والعمل على ضرورة اصطحاب أبنائهم لهذه المجالس.
ختاماً أكرر بأن مجالسنا مدارسنا، حيث يتعلم فيها أبناؤنا مفاهيم الرجولة، والشرف، وقيم المواطنة والانتماء، إنها صرحٌ من صروح الوطنية والولاء، فضعوها نصب أعينكم ولا تجعلوها تفلت من أيديكم، فهي كنزٌ لمن أراد الثبات والاستمرار، وهي أملٌ لمن أراد تنمية الولاء والانتماء.
كاتب وإعلامي بحريني