بداية أرفع للجميع خالص التهاني والتبريكات بمناسبة قدوم شهر رمضان المبارك، داعيا المولى عز وجل أن يعيده عليكم بالصحة والسعادة، وأن يمن عليكم بكامل نعمه وخيراته.
تلقيت في اليوم الأول من هذا الشهر الفضيل رسالة من أحد الإخوة (لا أعلم مصدرها)، ولعلها متداولة وسط هذا الكم من الرسائل في هذا الشهر الذي أصبح فيه كثيرون يمارسون شعائرهم الدينية وكأنها مقتصرة على هذا الشهر.. دعوني أنشر للقراء جزءا من نص الرسالة ليكونوا على بينة: “شعارات المكر والخديعة.. رمضان أحلى مع روتانا؛ رمضان أحلى مع MBC، يزعمون أن رمضان يحلى مع القنوات، وهذه شعارات في طياتها المكر والخديعة للمسلمين فهم قُطَّاع طرق يقطعون طرق الخير على المسلمين فانتبه يا عبد الله؛ فرمضان أحلى مع الصيام، ورمضان أحلى مع القيام،ورمضان أحلى مع قراءة القرآن، ورمضان أحلى مع ذكر الله”.
أنا أعتبر من كتب الرسالة إنسانا جاهلا ولا يفقه في الدين شيئًا، بل أعتبره شخصا يسيء إلى الدين الإسلامي الحنيف، وينشر أفكاره المتشددة في المجتمع البحريني. 
هذا الشخص وصف القائمين على محطات MBC وروتانا بقطاع طرق لنشرهم شعارات المكر والخديعة لسبب بسيط هو أن رمضان سيكون أحلى مع محطاتهم، فهذه المحطات العريقة وغيرها من المحطات التلفزيونية تقوم ببث برامج دينية ومسلسلات وفوازير وأغاني وأفلام وغيرها، ولم تمنعنا من الصلاة والصيام والتقوى وقراءة القرآن، ومن حقها الترويج للمحطات، وهذا حق مشروع كما يقوم بذلك أصحاب المحلات التجارية والمطاعم والفنادق وحتى الأفراد الذين يسوقون منتجاتهم عبر الانستغرام، ولا أدري لماذا هذا الهجوم الشرس، فديننا الحنيف لا يدعونا إلى التهكم والتعدي على الغير.
وفي المقابل، تلقيت كغيري فيديو لعمدة لندن وبحضور عدد من المسؤولين والجمهور وهو يعلن لأول مرة عن بدء شهر رمضان المبارك في العاصمة البريطانية لندن، حيث تم تزيين ميدان بيكاديلي المشهور بمناسبة هذا الشهر الفضيل بعدد 30 ألف مصباح وأقمار تصور القمر طوال شهر رمضان، وكتب العمدة ان لندن أول مدينة أوروبية كبرى تستضيف عرضا ضوئيا مذهلًا للاحتفال بهذا الشهر الفضيل، ما يؤكد احترامنا لتنوع الأديان وتعايشها. وكما يقولون “شتان بين الثرى والثريا”، دعونا نواجه هؤلاء الذين يحملون أفكارًا هدامة للإسلام.
* كاتب وإعلامي بحريني