العدد 5266
الخميس 16 مارس 2023
banner
موعدنا مع المسلسلات الخليجية الهابطة فنيا وأخلاقيا
الخميس 16 مارس 2023

المتابع للدراما الخليجية خلال السنوات الأخيرة سيجد تعبير الأزمة يتردد في وصفها بكثرة من قبل أقلام الكتاب والنقاد من مختلف الاتجاهات، وحتى على ألسنة الفنانين أنفسهم، وبعد أيام سيحل علينا شهر رمضان المبارك وستعج الفضائيات الخليجية بكم كبير من المسلسلات الهابطة المليئة بالفضائح ومظاهر العري والانحراف، والتي أصبحت مع الأسف تجذب كثيرا من المشاهدين، خصوصا المراهقين، مسلسلات مليئة بالأخطار الاجتماعية التي تحتويها وتضرب على أوتار حساسة عبر إبراز قصص الحب العنيف، وعرض صور كاذبة للحياة تثير في بعض النفوس الملل والسخط على حياتها الخاصة.
والغريب أنه تتحكم في صياغة هذه المسلسلات الهابطة عدة عوامل متشابكة لا يمكن لأحد أن يفهمها بوضوح، ومن أقوى هذه العوامل بلا شك دخول كبار النجوم وأصحاب التاريخ الطويل في عملية الإنتاج، فكل فنان أصبحت لديه مؤسسته الخاصة ويختار ما ينتجه، بل ويتولى السلطة في كل صغيرة وكبيرة، وعندما يسوق عمله الهابط نجد الفضائيات في كثير من الأحيان مقيدة للغاية، فهي تسعى وراء الربح وتريد أن تسير في طريق مأمون تماما حتى لو على حساب القيم الأخلاقية.
ليست كل المسلسلات هابطة، فهناك كتاب ينجحون في التعبير عن مشكلات المجتمع وحاجاته بطريقة إبداعية وفلسفة خاصة، بعيدا عن الإسفاف والخطر الأخلاقي، وهم معروفون، لكن المشاهد الذكي لا يحتاج لجهد كبير للكشف عن العمل الهش والهابط فنيا وأخلاقيا وما يقدمه من سموم قاتلة توجه للشباب والناشئة، والقيم المنحلة والخروج عن الآداب العامة.
ما تقدمه بعض الفضائيات من مسلسلات خليجية هابطة لا تمثل حالة خاصة أو شاذة في شهر رمضان، بل أصبح شيئا عاديا ومألوفا ومكررا كل عام، وهذا يدل على قصور واضح في فهم وظيفة الرقابة والمفاهيم التثقيفية والتربوية المناطة بها.
للأسف المسلسلات الخليجية الهادفة ورفيعة المستوى تعد على أصابع اليد ولا غرابة في ذلك.

كاتب بحريني

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية