تتحقق الراحة النفسية إذا ما تم وضع صورة الذات ضمن الأولويات، وعلى ضوئها يسعى الفرد لتحسين صورة ذاته وتزويدها بكل المهارات التي تليق بها لكي ترتقي وتصل إلى مرحلة السلام النفسي، ومن ضمن المهارات المهمة الحرص على الاهتمام بالنفس والعناية بها من خلال مراقبة الأفكار التي ينشغل بها العقل والتحكم بالمشاعر المتعددة التي تلامس الروح، وكذلك المحاولة المستمرة لخلق حالة من التوازن النفسي وسط الضغوطات التي قد يتعرض لها أي شخص في أية لحظة وفي أية مرحلة عمرية محتملة.

وهنا أوجه رسالة خاصة للمعالجين النفسيين والأسريين، وإلى كل العاملين في الحقول الإنسانية الذين يتعاملون بصورة مباشرة مع الناس ويطلعون عن قرب على احتياجاتهم وآلامهم، فقد تحملهم مهنتهم السامية الى الاستماع لمشاكل الآخرين أو معالجة الاضطرابات النفسية أو فك النزاعات الأسرية أو التعامل مع الحالات الخاصة، حيث يسعى هؤلاء بحسب تخصصهم لوضع الحلول وتقديم الرعاية والتخفيف من معاناة الآخرين، هؤلاء الأشخاص والذين تتطلب مهنتهم إشراك جميع الحواس في العلاج وبذل مجهود فكري وإنساني، هم أكثر الأشخاص بحاجة للعناية بصحتهم النفسية وعدم إغفال هذا الجانب من باب التعود على أداء المهنة ومواجهة المشكلات، الجميع يحتاج إلى العناية بالنفس والاهتمام بالصحة النفسية، لكن العاملين بقرب القضايا والمشاكل يحتاجون إلى برنامج تنفيس مستمر قد يتضمن ممارسة الأنشطة البدنية، والتركيز على الهوايات، أو المشاركة في أجواء يسودها المرح مع الأصدقاء وحتى مشاركة مختص بعض التحديات.

أيها المعالج وأنت تؤدي مهنتك العظيمة في العلاج ومساعدة الآخرين على تجاوز التحديات والتعافي لا تنسى أن تعتني بصحتك النفسية لكي تبقى معطاء ومتجددا ولكي لا تنطفئ.

* كاتبة وأخصائية نفسية بحرينية