يواجه بعض الأفراد مشكلات كبيرة في التعامل مع الآخرين، وفي القدرة على إدارة المواقف والتعامل السوي مع المشكلات، سواء الشخصية أو الأسرية، ما يجعل الفرد في حالة من عدم الاستقرار والتوازن النفسي.

وتعد اضطرابات الشخصية من المواضيع المهمة التي تتطلب الوعي والمعرفة بها لما لموضوع الشخصية من أهمية في حياة الإنسان وبناء ذاته، خصوصا في بناء وتشكيل التصورات التي بموجبها يتعامل الفرد مع نفسه ومع العالم الخارجي، ومن هنا فإن الأشخاص الذين يصابون باضطراب الشخصية لديهم تصرفات غير مألوفة وردود أفعال لا تتناسب مع المواقف لحدوث خلل في الأفكار والمشاعر والسلوكيات التي تؤثر بصورة سلبية على منظور الفرد لنفسه وللعالم المحيط، علماً أن الشخصية تتشكل في مراحل مبكرة من عمر الإنسان.

يصنف اضطراب الشخصية ضمن الاضطرابات العقلية نظراً لظهور نمط من التفكير غير الصحي وغير السوي، والذي يبدو طبيعياً عند الشخص المصاب بهذا الاضطراب. وتظهر تصنيفات اضطراب الشخصية وفق ثلاث مجموعات بناءً على الأعراض المصاحبة وشدتها، وتتصف اضطرابات الشخصية من المجموعة “أ” بالتفكير أو السلوك الغريب والشاذ وتتضمن (اضطراب الشخصية المرتابة والانعزالية والفصامية) بينما تتصف اضطرابات الشخصية من المجموعة “ب” بالتفكير أو السلوك الدرامي أو الانفعالي المفرط أو غير المتوقع وتتضمن هذه الاضطرابات (اضطراب الشخصية الانطوائية والحدية والتمثيلية والنرجسية)، كما تتصف اضطرابات الشخصية من المجموعة “ج” بالتفكير أو السلوك القلِق أو المتخوف وتتضمن (اضطراب الشخصية الاجتنابية والاعتمادية والوسواسية).

الشخص الذي يعاني من اضطراب الشخصية قد يتواجد في العمل، محيط الأسرة وبين الأصدقاء، وكل ما يحتاجه هو العلاج النفسي والدعم الأسري الذي يساعده على تحقيق معدل النجاح في التعاملات السوية.

*كاتبة وأخصائية نفسية بحرينية