العدد 5237
الأربعاء 15 فبراير 2023
banner
مواليد 2004
الأربعاء 15 فبراير 2023

تعتبر مرحلة الشباب من المراحل المهمة التي تتطلب عناية فائقة من قبل المربين، سواء في المحيط الأسري أو المدرسي، حيث يعول على هذه الشريحة الكثير من الآمال، ولعل أبرزها بناء المجتمع وتعمير الوطن من خلال تكوين الأسر الناجحة مستقبلاً والمساهمة الإنتاجية في مجال العمل وغيرها من إضافة بصمات في المجتمع.
فئة الشباب وبالتحديد مواليد (2004) هي تلك الفئة التي واجهت تحديات كثيرة ومن أبرزها التحدي الأكاديمي، نظرا لتلقي التعليم عن بعد، خصوصا خلال المرحلة الثانوية، لربما كان نصيبهم مختلفا بحكم تداعيات الجائحة وما فرضته من تغييرات سواء على المستوى الأكاديمي أو على المستوى النفسي والاجتماعي، هذه الشريحة التي عاشت ظروفا استثنائية في مسيرة تعليمها تمكنت بنجاح من المضي ورسم خطوات المستقبل وصولاً للجامعة، وأجد أن هناك فئة من شبابها يحتاجون إلى رعاية استثنائية سواء في النواحي الأكاديمية أو حتى النواحي النفسية، ففي الجوانب التحصيلية تحتاج هذه الشريحة لجهود مضاعفة من قبل القائمين على التدريس مع مساعدتهم على تطوير مهارات الدراسة، وكذلك هناك حاجة لمراعاة مهاراتهم الحياتية التي تأثرت لدى البعض منهم، خصوصا مع سيادة العزلة أثناء الجائحة، فالبعض بحاجة للتعرف على مهارات الحد من القلق والتوتر ومهارات التواصل الاجتماعي مع تعزيز قدرتهم على إدارة المشكلات وتنمية شخصيتهم لمواجهة أية ضغوطات قد يتعرضون لها.
إن تعرض الشباب للضغوطات النفسية ومرورهم بالتجارب المختلفة شأنه أن يتخذ مسارين في حياتهم، الأول وهو مسار غير صحي يتمثل في تعرضهم للإحباط وعدم القدرة على إدارة متطلبات الحياة بنجاح، أما المسار الثاني وهو المسار الصحي بلا شك أن تتم الاستفادة من المحنة لكي تتشكل رؤية مختلفة تتسم بالإيجابية والنضج لدى الشباب، ويتم استثمار كل الظروف الضاغطة من أجل المضي في الحياة بنجاح.

* كاتبة وأخصائية نفسية بحرينية

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .