العدد 5244
الأربعاء 22 فبراير 2023
banner
الإرشاد والتوجيه في الأسرة
الأربعاء 22 فبراير 2023

يعد الإرشاد والتوجيه إحدى الممارسات المهمة في عملية التربية، وذلك لما تقتضيه مهمة التربية من ضرورة اتباع أفضل الوسائل التي تساعد على تربية الأبناء تربية سليمة وسوية، ويعد الإرشاد والتوجيه من الفنيات المتبعة في الإرشاد النفسي التي تأخذ طابعاً علاجياً، وهنا يلعب الوالدان دورا مهما في المنزل من خلال تطبيق الفنيتين، حيث يكون دورهم أشبه بدور المرشد المعالج، فمن خلال الإرشاد والتوجيه يسعى الأبوان لإرشاد الأبناء نحو ممارسة السلوكيات السوية أو اكتساب القيم وتدريبهم على المهارات الحياتية اللازمة وذلك من خلال الاستماع لمشكلاتهم وأخذها بعين الاعتبار وبصورة جادة، بل ومحاولة وضع الحلول المناسبة وعدم التهاون بها، خصوصا أن بعض المشكلات تتطلب الحصول على رأي ومشورة من أجل اتخاذ القرارات السليمة، فيجب عدم التغافل عن هذا الدور المهم، والذي يتطلب أحياناً مشاورة أفراد الأسرة في بعض الحلول والقرارات.


كما يتطلب الإرشاد والتوجيه مساعدة الأبناء على فهم ذاتهم وتعزيز قدرتهم على استثمار ما يمتلكون من طاقات وقدرات، وكذلك تقويم السلوكيات الخاطئة التي قد تصدر من الأبناء، ولعل هناك مرحلة لابد فيها من الحزم وصياغة أنظمة أسرية من أجل تبصير الأبناء بالطريق السوي، خصوصا إذا تكررت مخالفاتهم السلوكية وكثر التمرد من قبلهم.


إن مرحلة الإرشاد والتوجيه قبل أن تؤديها المؤسسات التعليمية وتشرع في تطبيقها المدارس لابد أن تبدأ من الأسرة ومن قبل الوالدين، فسلوكيات الأبناء خارج أسوار المنزل وفي المجتمع ما هي إلا انعكاس للتربية وانعكاس لمدى جهد الوالدين في إكساب الأبناء المعارف والمهارات التي يحتاجونها في حياتهم، كلما كان الجهد مقرونا بالمتابعة المستمرة كلما قلت السلوكيات الخاطئة وغير المتوقعة.

* كاتبة وأخصائية نفسية بحرينية

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .