اللهُ المستعانُ دائمًا أمام ازدواجية بعض الوجوه البشرية، وهي قاعدة ليست اختيارية، تتواجد أينما تنوعت بنا محطات الحياة، وسنبقى مضطرين للتعامل معها مهما اعتلت نفوسنا وتوسعت مداركنا، وفي ذلك كانت لي وقفات اعتبارية مع شخصيات أراها هنا وهناك، لا أعلم ماذا تحمل إلا ما أراه في الظاهر، وقدرتي على التحليل بعد جمع المعطيات والربط المنطقي للمواقف والأحداث، ومازلت في الحقيقة وحتى اليوم أردد الآية الكريمة” صبرٌ جميلٌ واللهُ المستعانُ”، والسبب يتمثل في حاجتي الماسة للمزيد من الصبر، لوضع الأمور في ميزان أستخدمه دائمًا لوزن القيمة والاستحقاق فيما يمكن أن يعرض ليس حصرًا أو حكرًا، بل للمشاركة والطرح علنا نساهم في حلحلة تلك الحالات المرضية النفسية لمن يعانون منها، لأنها لا تنحصر بالعمر أو الخبرة، لكن في مستوى ما تمتلك تلك الشخصيات من قدرة على التوهم ولعب الأدوار المتعددة بين أكثر من شخصية، ومن ثم الابتعاد عن الساحة لممارسة دور المتفرج أحيانًا والناصح أحيانًا أخرى، كما يمكن وصفهم بمن يرمون مكباتهم السامة على جرعات خفية، بغية نشر سمومهم لإعاقة ما لا يستطيعون تحقيقه.

ولمواجهة ذلك فإننا بحاجة ماسة للتدبر في أهمية تكرار تلك الآية الكريمة “ صبرٌ جميلٌ” لأنها تحمل لنا معاني ومضامين الحياة، وهذا أكبر درس لنا في تربية النفس وضبطها لتكون في غاية الحكمة والتروي، وبالتالي استبصار الطريقة المثلى لمعالجة الحالات، والتي تتطلب تكتيكا فنيا قياديا لقلب الموازنات والأوراق، واستعارة دور الموجه بكل حيادية، لاختيار طريقة التعامل واستلهام الآلية المناسبة لردع المواجهات والتحديات، في الحقيقة استمتعت كثيرًا بالدور الأخير، لأنني صممت على عدم السماح بتلقي العدوى، ومارست استراتيجية المجاراة التي تطلبت مني الصبر الكثير لمواجهة مراوغات وتضليل وإزعاج قد لا يتحمله الكثيرون، لكنني تفوقت واجتزت من المراحل الكثير، ولا أخفيكم فقد زال الأثر بمجرد مروركم على هذا الطرح الذي أتمنى لكم منه الصبر الجميل على ما تحملون، فجميعنا في هذه الحياة أمام مدرسة تعطي أروع الصور وأحكمها إن امتلكنا ميزان الحكمة والتروي، والله المستعان.

* كاتبة بحرينية