طالعت خلال الأيام القليلة الماضية مشاركة متميزة للشاب البحريني المبدع “عمر فاروق”  قدمها في الاجتماع العربي للقيادات الشابة، وقد عنونها بـ” حوار ودي والدنيا ضدي”، حيث جاءت بحضور وزراء الشباب العرب ورؤساء المؤسسات والقيادات الشابة، التي التقت من أجل تعزيز العمل العربي المشترك في مجال التمكين وبناء القدرات والاستثمار في طاقات الشباب وصناعة الفرص وتبادل أفضل الممارسات والتجارب وتعزيز إسهاماتهم في مجال العمل التنموي.

وهكذا جاء عمر كغيره من الشباب الذين يحملون أحلامهم ورسائلهم المحفزة البناءة التي تحاكي واقعًا لم يبتعد عن عالم الحقيقة.. متجهين بفكر يراهن دائمًا على النجاح. لكنه يحتاج لمن يؤمن ويدعم كل حلم شبابي مهما تعارض مع خط الواقع، لأنه قد يتقاطع معه يومًا ما فيندمجان في مسار واحد. ومن جانب آخر تضمن حوار الشاب عمر ما يتكبده الشباب الطموح الذي يحمل أحلامًا مختلفة وقد يرفضها الآخرون باعتبارها صعبة المنال أو تخالف الواقع والمعتاد، معززًا بذلك موقف الإبداع الذي ينطلق عادة من أمور لا مثيل لها ولا تقارب بينها، وهو بذلك يدعو لاحتضان الشباب وأحلامهم بدءًا من لحظة انطلاقتها، وهي رسالة ضمنية يجب أن تعرض كل من يقتله للمساءلة يومًا ما، وهذه دعوة لكل من يرغب في نظرة تأملية في الحوار ذاته والذي بلغ انتشاره الأنحاء أن يبحث عن السر.. فقد احتوت كلمة “الدنيا ضدي” أبعادًا كبيرة فيما يواجه الشباب من تحديات تعيق تطور قدراتهم ومشاركتهم الحقيقية في مسيرة البناء والتطور، حتى جاءت القفزة واحتفل بلحظة الوصول التي تعززت بالفرح والمشاركة، واستطاع معها أن يبلغ الحد الفارق في مسألة التحدي وتجاوزه.

لقد وصلت الرسالة، فمهما كانت الأضداد لذاك الحلم وذاك فإن للطموح غايات تتحدى الواقع وتتخطاه، تلك دعوة عمر في لقاء القادة بأن “ يؤمن كل شاب بأحلامه غير الواقعية” لأنها قد تصنع المستقبل، وهي مسؤولية مشتركة يجب أن تبدأ بالإيمان التام بقدرات الشباب الواعد نوجهها هنا للآباء والأمهات، فهم الأصل والمنبع... منكم يخرج القادة، فكما هم بالأمس مجتمعون فإنهم على الوعد والعهد باقون.

* كاتبة بحرينية