قبل أيام، انتقلت إلى رحمة الله تعالى رئيسة قسم التوليد وأمراض النساء بالمستشفى العسكري الدكتورة الاستشارية موزة بوناشي، وأحدث رحيلها حالة من الألم والوجع والحزن في قلوب الكثيرين.
وبوناشي التي قد لا يعرفها بعض الناس، كانت من الأطباء الأوفياء، وتهتم كثيراً بحالات المريضات، وترعاهن وتسأل عنهن، وتقدر ظروفهن في صعوبة الإنجاب، وتأخر الحمل وغيرها.
كما كانت رحمها الله وغفر لها، تباشر بالكثير من أعمال الخير بالسر والخفاء، دون أن يعلم عن ذلك أحد، حتى ساعة وفاتها المؤلمة. وقد وصفها فضيلة الشيخ جاسم السعيدي حفظه الله، بأنها “من فضائل النساء والتي نحسبها عند الله تعالى، وكانت من الطبيبات العفيفات، وكنا نسمع عنها الكثير وعن طيبها، وحسن خلقها مع المريضات اللاتي يزرنها ويسألنها الاستشارة”.
وتقودنا هذه الذكرى الطيبة، لهذه السيدة الفاضلة، إلى كرم الله عز وجل الذي من عليها بها، بأن سخرها لأن توظف كل ما لديها من طاقات، ومهارات، وجهد، وعمل، في خدمتهن، وتسهيل حياتهن، وأمورهن، وأنها والله من فضائل النعم الربانية، وأجلها.
وكما هو الحال، لمن يسعون لعمل الخير دائماً، فإن وفاتهم تكون - بحكم العادة - مدوية، ومسموعة لمسافات بعيدة، فالراحل هنا ليس شخصا عاديا، ممن استأنس بالدنيا، واختار ملذاتها، بل هو نقيضه تماماً، هو من سخر جل حياته لغيره، وفي أصعب لحظات الحياة، وأكثرها مشقة وعناء. رحم الله الدكتورة موزة بوناشي، المرأة الصالحة، الطيبة، الصادقة، المبتسمة، ونسأل الله أن يرزقها الفردوس الأعلى، ويصبر أهلها على مصابهم الجلل، والذي هو مصابنا جميعاً.
* كاتب بحريني