لطالما اقتنعت بأن الأم هي من تصقل الرجال، وهي من تعلمهم كيف يواجهون وحوش الغابة الذين نراهم في كل مكان، في ظل انشغال الأب في العمل، وهموم الحياة، ولطالما قرأت قصصا جميلة، تعبر عن روح الأم التي تفتح عينها على الآخر، لترى مواهب أبنائها إلى أين تتجه، وما هو واجب عليها أن تفعل، وما يجب أن لا تفعل.

وفي هذا السياق، استذكرت قصة جميلة حكتها والدة اللاعب البرازيلي العالمي رونالدو بأنه “لطالما كنت أحلم بالفوز بالجائزة الكبرى في اليانصيب، اشتريت البطاقات أسبوعياً، دون أن يحالفني الحظ، ولم أكن أعرف أن البطاقة الرابحة كانت في غرفة الجلوس، تقوم بكسر المزهريات بكرة قدم”. قصة أخرى تتحدث عن حكمة الأم، ومهارتها في إدارة المشاكل التي تعترض أولادها، منها على سبيل المثال واقعة الطفل توماس، وهو طالب أميركي في الصف الثالث الابتدائي، حيث كان يعاني توماس باستمرار من تنمر أصدقائه في المدرسة بسبب إصراره بأن عمه هو سوبرمان “الممثل هنري كافيل”، حيث كان يقابل بذلك دوماً منهم بالسخرية والاستهزاء والضحك.. لكن توماس بقى مصراً على كلامه، ما دفع بإدارة المدرسة للاتصال بعائلته وإبلاغهم بالأمر، وطلبت منهم الحضور لتدارك المشكلة، لتقوم والدة توماس بالاتصال بشقيق زوجها (الممثل هنري كافيل) وطلبت منه إحضاره من المدرسة، دون إخباره عن السبب.

وعندما وصل هناك، تفاجأ الجميع به، وعلموا أن توماس لم يكن يكذب، لأنه عمه هو من لعب شخصية سوبرمان، وهذا الموقف صرح به الممثل كافيل في إحدى اللقاءات التلفزيونية.

هذه هي الأم، وهذا هو دورها العظيم الذي لا يقدر عليه أي كان، وأستذكر هنا أمي الحبيبة التي رحلت عام 2003 بأثر طيب، وذكرى جميلة لا تنسى، لا تعوضها أية سعادة وأية فرحة، أو بارقة أمل.

* كاتب بحريني