حضرت بمعية أفراد عائلتي مهرجان عائلي بمنتزه عذاري، والذي شهد إقبالاً جماهيرياً كبيراً، ولمختلف الأعمار والجنسيات.
وفي جو خلاب من الموسيقى، والضحكات، والعروض المسرحية، والشخصيات الكرتونية، والأضواء الملونة، وتوافد الجموع البشرية لفت انتباهي أمر مهم، قدرته كثيراً لإدارة المنتزه المحترمة، حيث منحت الإدارة الأسر البحرينية المنتجة الفرصة لأن تتواجد في أرجاء المنتزه لتعرض بضائعها طوال أيام المهرجان، وتقدم المتنوع من المأكولات البحرينية الشهية، والمشروبات، والبخور، والعطور، والملابس، والحلويات، والألعاب، والبضائع المصنعة محلياً، وبأسعار بمتناول اليد. 
تواجد الأسر المنتجة بهذا العدد الكبير، وبهذا الشكل المريح، كان أمراً مبهجاً لي أكثر من أية سيمفونيات أو معزوفات أو مسابقات أو ألعاب ضجت بها الأرجاء، والتي استمرت حتى الساعة الواحدة صباحاً، ولذلك اعتبارات عديدة.. أولها أن هذا الدعم المشكور والمقدر للأسر المنتجة الحاضرة بالمهرجان، هو دعم لكل بيت بحريني، وفرصة سانحة لتمكين هذه العوائل من مواجهة ظروف الحياة الصعبة عبر جني اللقمة الحلال، وهو تقدير يصل إلى الباعة منهم، ممن جلسوا ساعات طويلة خلف طاولات البيع، وهم يعرضون منتجاتهم للعابرين بصبر أحسدهم عليه.
نحن نشجع مثل هذه المبادرات، وندعو لزيادتها وإن كانت مقابل أجر زهيد، ونتمنى لكل من يقف عليها التوفيق والنجاح، لأن من عظائم الأمور عند الله عز وجل السعي لفتح أبواب الرزق للناس بقول رسول الله (والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه).
إن السويعات التي قضيناها في منتزه عذاري، كانت كالرحلة الجميلة المليئة بالسعادة المفرطة، والنظر لأناس يجابهون الحياة بكل عمل ومشقة، وكد وجهد، ونشاط، فلكل أسرة منتجة خالص التحية والتقدير والاحترام، ودمتم بخير.
* كاتب بحريني