العدد 5192
الأحد 01 يناير 2023
سلوك 101
الأحد 01 يناير 2023

أهتم جداً بفكرة أن يتم التعليم عن طريق وسائل مختلفة، وأن لا تكون العلاقة ما بين الطالب والأستاذ علاقة تلقين، لأنه يورث المفسدة لا غير، وأقصد بذلك أن كثيرين ممن حفظوا الكتب والمناهج الدراسية عن ظهر قلب لا يجيدون سوى الحفظ، فإن حاورتهم تجد البعض منهم أجوف الفكر لا يستطيع أن يسلك معك مسالك الحوار أو أنه صامد على رأي بعينه دون فهم أو لا رأي له بتاتا. حقيقة أرى أنه بعد أول فصل دراسي من عودة الطلاب والطالبات إلى مقاعد الدراسة (وأتحدث هنا عن طلبة الجامعات)، أنهم جميعاً بحاجة إلى مواد تأسيسية تؤهلهم إلى خوض غمار الحياة الجامعية، ومن ثم العملية، وأن تركز تلك المواد على أهمية استعراض الأفكار والتحدث والمناقشة والثبات الانفعالي بالإضافة إلى آداب التعامل والإتيكيت!
قد تجدون طرحي غريباً لكنه واقعي، في هذا الزمن الذي يتوحد فيه الطالب مع هاتفه ولا يعلم والداه ماذا يتابع، وبات لا يقضي أوقاتاً طويلة مع الأقران، بالإضافة إلى تبعات أزمة كورونا العالمية التي فرضت مزيداً من العزلة، نحن بحاجة إلى مادة تأهيل حقيقية يدرسها الطالب في مرحلة التمهيدي تكون بمثابة المادة التحفيزية الملهمة التي تزرع فيه آدابا وسلوكيات إيجابية يستطيع من خلالها أن يجاري الحياة، بل وتساعده على اكتساب المهارات العامة وأساليب الدراسة والبعد تماماً عن آليات التلقين والحفظ.
إن لمثل تلك المادة وقعاً جباراً نستطيع من خلاله قياس السلوك تباعاً عبر عدد من المقاييس، ونستطيع أيضاً من خلاله أن نقيس الاختلافات بين كل مجموعة وأخرى، بل وبين كل سنة والتي تليها، فترصد لنا بيانات حقيقية وأرقاماً نستطيع من خلالها معالجة أي خلل قد يواجه الشباب في تلك المرحلة العمرية المتقدمة، وكذلك ستكون مرجعاً مفيداً لبيانات مهمة نحتاجها في المستقبل لدراسة سلوكيات الشباب وكيفية تطويرها وزرع أهم القيم وتأهليهم لما نصبو إليه جميعاً من إنتاجية واهتمام ورفعة أخلاقية وعلمية.

كاتبة وأكاديمية بحرينية

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية