إنه الأسبوع الأخير قبل ليلة رأس السنة، غالبا في هذه الأيام تنتابنا الأفكار حول ما تحمله لنا السنة الجديدة من مفاجآت وطموحات وأهداف، وحول ما استطعنا تحقيقه في السنة الماضية من أفكار وأهداف كانت تداعب مخيلتنا أو كتبت في دفاتر الأمنيات، والبعض استطاع تحقيق ما يصبو إليه، والبعض الآخر لا يزال يحاول! وبين المحاولة والوصول يبقى الاجتهاد أهم الدروس المستخلصة من هذا العام وكل عام، فشرف المحاولة يكفي الشخص فخرا حتى إن لم ينل ما يصبو إليه.
وهي نصيحة أقدمها دائما للجميع خصوصا الطلبة بأن السعي دوما محمود وإن لم نصل للنتائج المرجوة، ذلك أن السعي يدرب الجميع على الإنتاج وبذل الجهد ومراقبة هذا السعي بين الفينة والأخرى، فيما النتائج تحدد إذا ما كان هذا السعي مناسبا، فنحن نحتاج إلى بذل المزيد من الجهد والإنتاجية. وخلال فترات السعي لا بأس أن تلجأ بين الفينة والأخرى إلى سعة من الهدوء والسكينة من حولك، فتعتزل محيطك تقييما لما تمر به من أحوال وكيفية تعاملك مع تلك الأحوال أو الظروف، ولا أجد عيبا أن ينعزل الفرد بمطلق إرادته إن تطلب الأمر ذلك، وأن تطول تلك الفترة أو تقصر حسب حاجته إلى مراجعة ذاته وتقييم أدائه، ويعتبر ذلك نوعا من أنواع الوعي البشري للذات وما تمر بها من مشاعر وتحتك به من طاقات مختلفة تتأثر بها وتؤثر فيها.
وفي نهاية المطاف أستذكر قول المولى عز وجل “وأن ليس للإنسان إلا ما سعى”، وهو دليل واضح على أهمية السعي والاجتهاد وإن كانت النتائج تأخذ وقتا طويلا إلا أنها ستأتي بثمارها في نهاية المطاف.
*كاتبة وأكاديمية بحرينية