العدد 5189
الخميس 29 ديسمبر 2022
banner
“مارشال” لكرة القدم و”الفار”!!
الخميس 29 ديسمبر 2022

لقد طرحت أمس في هذه المساحة، سؤالا يبدو منطقيا في القرن الواحد والعشرين، وهو: إلى متى ستغيب عنا تقنية الـ “var”؟!، وذكرت نبذة تاريخية عن هذا الاختراع الثوري في عالم كرة القدم، والذي أصبح جزءا لا يتجزأ من اللعبة.
لكنني دهشت من ردود فعل القراء والمتابعين، فقد كان يصب أغلبها في اتجاه يعقد المسألة أكثر وأكثر، ولا يناقش طريقة حلها، فمنهم من يبرر بالتكلفة الباهظة ومنهم من يطالب بصيانة الملاعب أولاً، ومنهم من يرى أن الأولوية لتحسين أرضية الملعب، وآخرون ذكروا أمورا أخرى سيأتي يوماً ونطرحها بإذن الله.
وحتى أكون واضحا منذ البداية، أدرك تماما وجود عقبات أمام تركيب أنظمة وتقنيات “الفار”، ومنها على سبيل المثال أن ملاعبنا تحتاج إلى إعادة تأهيل لتتلاءم مع متطلبات هذه التقنية المتطورة والتي يضع الفيفا شروطاً ومعايير صارمة حتى يعتمد بشكل رسمي نتائج المباريات في الدول التي تستخدمها، كونها تتعلق بشكل مباشر بقرارات تحكيم المباراة، وكما تعلمون فإن طاقم الحكام يعد  العنصر الثالث الذي يتواجد في الملعب ويستطيع تغيير مجرى المواجهات بشكل مباشر.
لذلك يجب أن يكون الحكام الذين سيعملون على هذه التقنية حاصلين على رخصة تحكيم بنظام الفار من قبل الاتحاد الدولي، وبسبب غياب هذه التقنية عن ملاعبنا، فإن حكامنا لا يملكون هذه الرخصة؛ لذلك لا يتم استقطابهم في مناسبات مهمة، ومنها كأس الخليج التي ستقام في البصرة في 6 يناير 2023، والتي ستعتمد بشكل رسمي تقنية الفار في مباريات البطولة، وذلك لما تمثله من ضرورة ملحة في عالم كرة القدم للتقليل من الأخطاء التحكيمية.
نحن نتحدث عن تقنية تم استخدامها لأول مرة بشكل رسمي في العام 2013 وها نحن على بعد أيام قليلة من إكمال 10 سنوات على ظهور “الفار” ولكننا نجهل الموعد المتوقع لوصولها إلى ملاعبنا، بغض النظر عن العقبات التي يعرفها الجميع، ولست أعلم إن كان اتحاد الكرة يملك خطة لامتلاك هذه التقنية، حتى وإن كانت هذه الخطة تمتد إلى 10 سنوات؟!
وبطبيعة الحال، لا أعني أن اتحاد الكرة هو الجهة الوحيدة المعنية بتوفير هذه التقنية، إنما أتحدث بوصفه الجهة صاحبة مشروع جلب هذه التقنية إلى البحرين، خصوصًا أن الاتحاد الدولي ونظيره القاري أصبحا يعتمدانها رسميا؛ وعليه فإن الموضوع أصبح في غاية الأهمية ويجب أن يكون هناك تعاون من قبل الجميع لحل هذه المشكلة.
ويمكن تمويل هذا المشروع عبر الشركات الراعية لمسابقات كرة القدم، ولو بصفة استثنائية، خصوصا أننا في كل يوم نرى انضمام راع جديد لمسابقات الكرة، وهو ما يعكس اهتمام الشركات والمؤسسات بهذه اللعبة، وبالتالي يتوجب أن يكون هناك تفكير جدي في تشكيل “مارشال” لدعم لعبة كرة القدم في التغلب على نواقصها الكثيرة والمتعددة، كما تبين لي عندما سألت عن “الفار”!!

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .