+A
A-

ما رأي طالبات جامعة البحرين بالزواج من متزوج؟

المختص بأحكام الأسرة بوسعيد: الأفضل للرجل البحريني أن يقتصر زوجة واحدة

الأخصائية النفسية العويناتي: زواج الرجل من ثانية يمكن أن يساهم في تحسين العلاقة الزوجية

 

تفضّل الفتيات الزواج من أعزب، لكننا نرى بعضهن يقبلن بالزواج من متزوج، تتعدد الأسباب والحاجات، وتتفق في صعوبتها، ومن أصعب القرارات التي يتخذها الإنسان في حياته، قرار الزواج ولنا أن نتخيل الصعوبة المضاعفة عند الفتاة في اتخاذ قرارها إذا كان المتقدم للزواج منها مرتبط بأخرى؟

الطالبات بجامعة البحرين أكثر من 64٪

تكشف الإحصائيات الرسمية الأخيرة الصادرة عن هيئة المعلومات والحكومة الإلكترونية عن أن عدد البحرينيات بالمجمل يزيد عن 109 ألف بحرينية منهن ما يقرب من 30 ألف بعمر 20-24  وهو العمر الجامعي.

بينما تشير آخر إحصائيات جامعة البحرين إلى أن نسبة الطالبات الدارسات في برامج مرحلة البكالوريوس تشكل 64%، ونسبة الطالبات في مرحلة الدراسات العليا هو 69% وهي النسبة الأعلى من بين ما يربو عن 28 ألف طالبًا وطالبة.

وللتعمق أكثر هذا البحر المتلاطم طرحنا السؤال ببساطة على عدد من الطالبات في أروقة جامعة البحرين والتي تشكّل بحرينًا مصغرّة، هل تقبلن الزواج من متزوج بأخرى؟

ظروف وحالات تؤدي لهذه الزيجات

تشير حنان أسامة إلى الظروف المرتبطة بهذه الزيجات: «أحياناً تدفع الظروف بالفتاة للموافقة على الزواج من رجل متزوج مثل الحاجة المادية والرغبة بالشعور في الأمان، أو التسرع من الفتاة ظنًا منها أنها تغتنم الفرصة لتقبض على حبل النجاة للخروج من بحر العنوسة».

 لكن عليها أن تعلم وقتها أنها متزوجة بنصف رجل أو أقل، ليس المقصود هنا معنى الرجولة، بل حالة عدم الكمال في المعاملة تبقى للزوجة الأولى خصوصيتها ومكانها وأولويتها، لذا أنا أرفض رفضًا باتًا وتامًا الموافقة على الزواج من شخص متزوج».

توافقها في ذلك أماني المطاوعة ذاكرة بعض الشروط التي يجب مراعاتها وفي مقدمتها العدل، مضيفة: «هناك حالات يكون الزواج من أخرى هو جزء من الحل كعدم مقدرة الزوجة الأولى على الإنجاب فمن حق الرجل أن تكون له ذرية أو أن زوجته تعاني من مشاكل صحية تمنعها من القيام بدورها كزوجة فمن حقه البحث عن أخرى على ألا يبخس الأولى حقها».

بينما تنفرد فاطمة السيد بجواب فريد «نعم من الممكن القبول بذلك إن كان الأمر بالطريقة التقليدية، وأنا من الشخصيات التي قررت سابقا أن تتزوج بالطريقة التقليدية، ولكن مع الأخذ بالاعتبار أسبابه الخاصة التي تدفعه للزواج بالثانية وأيضا شرط موافقة وقبول الزوجة الأولى، مع معرفة كافة الأمور والتفاصيل المتعلقة بزواجه الأول».

لا لتخريب البيوت.. نرفض أن نكون «الثانية»!

فيما تخالفها في الرأي صفاء حبيب: «لا أقبل من الزواج بشخص متزوج ومثل غيري أطمح ببناء حياتي مع أعزب يوازيني في التعليم والعمر وفي التجربة أيضًا، أرفض أن أكون الثانية».

بينما تقول رزان الصباح في إجابة قاطعة: طبعاً لا وأعارض ذلك بشدة، عن نفسي أحب أن أكون المميزة والوحيدة في حياة شريكي، وتحديدًا الفكرة مستبعدة جدًا لأني أشعر أن موافقتي ستكون مبنية على تخريب البيت الذي سأذهب إليه، سينتابني شعور الدخيل على أسرة كاملة من زوجة وأطفال، وهذه فكرة ترعبني ولا أحبذها مطلقًا.

وتتبعها في ذلك دعاء ياسين معللة «أرفض الفكرة، لا أود بناء سعادتي على هدم سعادة الآخرين، خصوصًا أن المرأة بطبعها أنانية تحب أن تتفرد فيما تملك وفيما تهب».

شهد وليد لم تختلف في رأي سابقتها: «أريد أن أبني حياتي بهدوء مع شخص يماثلني في العمر، أكون له الأولى ويكون لي الأبد.»، الأخرى هي سارة الكعبي: «بالتأكيد سيكون جوابي لا، في مقتبل العمر يصعب على أي فتاة تقديم هذا التنازل والموافقة على زوج متزوج من أخرى، إجابتي قاطعة ومؤكدة (لا)».

فيما تضيف هند أسامة: «لا يمكن أن أتزوج شخص متزوج وسواء كنت طالبة أو لم أكن، فأنا أيضا أضع نفسي مكان الزوجة الأولى ولا أريد أن أكون في موقفها مستقبلا، حتى وإن كان لديه أسبابا وافية، حتى وإن كانت زوجته الأولى راضية، لا أقبل أبدا بذلك».

وتبدو هبة الله السيد شخصية عملية ومثابرة حتى في ردها وتقف موقف الرفض المسبب: «لا أقبل حتماً لعدة اعتبارات، أولها بأني طالبة جامعية لا اشغل تفكيري بهكذا أمور، لأن ضغط الجامعة والدراسة يكفي لإرهاقي، هناك فعلًا أشخاص متزوجين ويدرسون.

لا أحسدهم لكن لكل شخص سعته وطاقته تجاه الأمور، هذا أيضا يرجع لدور أسرة الطالبة نفسها إن كانوا يحبذون زواجها وقت الدراسة أم لا، في وجهة نظري وفي عمري هذا أريد أن أعيشه بتفاصيله للآن هناك أمور كثيرة لم أقم بها بعد».

الأفضل للبحريني أن يقتصر على امرأة واحدة

الدكتور سلمان دعيجتوجهنا بالسؤال للمختصين في أحكام الشريعة الإسلامية والأسرة ليضعنا ضمن التصور الفعلي لما يراه الدين في هذه فأجاب الدكتور سلمان بوسعيد الأستاذ المساعد في الفقه الإسلامي وأصوله: «الشريعة أجازت هذا الزواج، ولكن ضمن ضوابط وشروط لا بد من تنفيذها للرجل أهمها العدل، في النفقة والمبيت والمعاملة، حتى في الإبتسامة يتوجب عليه العدل والإنصاف، فإذا ضحك في وجه الأولى عليه أن يفعل مع الثانية، وكذلك القدرة المادية والبدنية».

يكمل بوسعيد حديثه: «أما بصفتي كمختص في أحكام الأسرة ومرت علينا الكثير من القصص والقضايا فأرى أن الأفضل للرجل البحريني أن يقتصر على امرأة واحدة إلا إذا كان مقتدرًا ماديًا على التعدد والزواج بأكثر من واحدة وعنده أسباب مشروعه، فقد يكون التعدد بابًا وحلاً لمسألة العنوسة خاصة إن كان الرجل يتزوج الثانية لأسباب جادة كعدم مقدرة الزوجة الأولى على الانجاب، أو يتزوج من أرملة ترعى أطفال، هنا يكون التعدد حل لقضايا مجتمعية مؤرقة».

مستدركًا: «قانون الأسرة البحريني والصادر عام 2017م نظم أيضا عملية التعدد وضع ضوابط من ضمنها أن تشترط المرأة ألا تبيت معها ضرتها ومن شأن هذا الأمر أن يضيق ويحد من مسألة التعدد مع من لا يستطيع الإيفاء بجميع متطلبات التعدد في الزواج».

                                         

الزواج من أخرى قد يساهم بتحسين العلاقة الزوجية

تحيلنا كل هذه الآراء المتباينة أن نعرف رأي الطب النفسي في مسألة الارتباط المتعدد وما هي أضراره أو فوائده - إن وجدت- على الصحة النفسية للزوجين والأطفال مستقبلًا

الاخصائية خديجة العويناتيتشاركنا هنا الاخصائية النفسية الإكلينيكية، الأستاذة خديجة العويناتي مفتتحة الحديث بمقولة: يقال "أن الزواج حِمل ثقيل لا يقوى على حمله اثنان فيحتاجان لشخص ثالث يحمله معهما" ومن خلال هذه المقولة نستكشف بعض الآراء التي ترى إن زواج الرجل من امرأة ثانية يمكن أن يساهم في تحسين العلاقة الزوجية مع المرأة الأولى، وذلك من باب تقليل الصدامات بينهما نتاج لقاءهما المستمر لفترات طويلة ومضطرين لمقابلة أنفسهم طوال الوقت، وبالتالي عندما يتزوج الرجل من أخرى سيحدث ذلك البعد الذي سيولد الاشتياق وبالتالي تتحسن العلاقة مع الزوجة الأولى، الميزة الأخرى أن ذلك سيوفر مساحة خاصة للرجل وللمرأة أيضا تمكنهما من مراجعة أنفسهما واستغلال هذه الفسحة لعيشها بحرية ويقل فيها التعلق العاطفي الذي يعتبر مسبب رئيسي في الكثير من المشاكل بين الزوجين، أيضًا الزواج من امرئتين يمكن أن يخلق المنافسة الحميدة في كسب ود الرجل وذلك بتقديم أفضل ما لديها من حب و تفاهم ورعاية وسيسهم كل ذلك في خفض منسوب المشاكل.

هذا بالنسبة لوجهة النظر المؤيدة للتعدد، لكن فيما يتعلق بوجهة النظر الأخرى التي ترى أن هناك كم هائل من السلبيات التي ترافق الزواج من أخرى وتشمل كل أطراف هذه العلاقة، من بينها الغيرة الشديدة بين الزوجات، فالمرأة بالفطرة غيورة جداً، والغيرة تخلق مشاكل نفسية كثيرة منها القلق والاكتئاب ومنها الصدمة والاضطرابات في النوم وأمور كثيرة قد يترتب عليها الانفصال والطلاق بالنهاية. أيضا من السلبيات الأخرى في حال عدم العدل من قبل الزوج والعدل من أهم شروط الزواج من أخرى ولا نقصد هنا العدل في المحبة القلبية أو الميلان والانجذاب بل العدل الظاهري من ناحية المادة وتوفير الوقت والعطاء والاهتمام، فبتقصير الرجل في هذه الأمر سيخلق مشاكل لا حصر لها وتشمل الزوجات والأبناء أيضا فهناك قصص وقضايا كثيرة مرت علينا في العيادة النفسية منها أن يهمل الرجل بعد زواجه من الثانية أطفاله من الزوجة الأولى مما يترتب عليها مشاكل نفسية واجتماعية خطيرة جدا، ينشأ أطفال معقدين يشعرون بالنقص، أطفال يشعرون بالحسد والغيرة والحقد، وعدم عدل الرجل قد يكون نابع من ذاته أو بتحريض من إحدى زوجاته، فهذه النقاط السلبية تؤثر نفسيا على كل أطراف العلاقة.

لا يمكنني أن أكون مع أو ضد هذه الفكرة، لكل حالة خصوصيتها وظروفها الخاصة وأسبابها المختلفة هناك حالات الزواج الثاني فيها ضرورة إذا ما توفرت الشروط المناسبة منها العدل والتفاهم والمقدرة المالية وحس المسؤولية في هذه الحالة يكون الزواج ايجابيا لكن في ظل غياب هذه الضوابط سيكون حتما الزواج من أخرى سلبيا وغير موفق.

   يتضح لنا من تعدد وجهات النظر والآراء المختلفة أن الجميع لا يقر بالتعدد ويحترمه شرعيًا ويبرر بعضهم بأنه قد يكون حلًا للعديد القضايا مثل العنوسة وفي ذات الوقت ترفضه الغالبية لاعتبارات شخصية ومجتمعية تتعلق بفكرة الزواج.