المشاركة الشعبية الواسعة في الانتخابات النيابية والبلدية، يفترض أنها جعلت من يطلق على نفسه “معارضة في الخارج” مراجعة نفسه واختياراتها، وضبط خطة طويلة النفس للتدريب على تقبل الواقع بكل الدرجات والمراتب، وأن من يحاول الوقوف ضد إرادة شعب البحرين سيفشل في مشاريعه وخططه وسيكون حائرا يائسا وسيكون صوته خافتا إلى الأبد.
إن هذه الآفات التي تترعرع وتتفاقم في إيران ويتفرع عنها من جنسها في عدد من المدن العربية والأوروبية، تعودت وتحديدا في فترة الانتخابات والمناسبات الوطنية الكبرى، الخروج كالببغاء الملقنة بأسلوب ضعيف سيء أو متخلف، للإساءة إلى الحرية والديمقراطية في مملكة البحرين معتقدة أنها ستشغل بال العالم وبإمكانها النيل من أرض السلام والتقدم والتسامح والإخاء، فزاوية الرؤية عندها تحجب عنها الحقيقة والواقع الراهن.
هذا المأزق الذي يتكرر للمعارضة في الخارج ويلازمها على طول الخط وفي كل الظروف، لابد أن يدفعها على الأقل ومن باب “العقل” لتحليل منهجها ومحيطها والموسيقى الخاصة بها، وتقر بأن النظام الإيراني بدعائمه ومنطلقاته هو مصدر أزمتها، بتبعيتها له، وأنه سيقودها إلى طريق مسدود الأفق، وهي عرضة للتفاقم المتواصل والانهيار، وكل شعاراتها أضحت هراء في هراء وستدمغ وجهها المشكلات والسيئات، وستعيش على الأوهام.
مع كل أسف، لقد قبلت تلك المعارضة أن تكون لعبة في يد النظام الإيراني، يستغلها ويذلها، وهي تعلم أن هذا النظام المتسلط والمستبد وخانق شعبه يسخر كل إمكانياته لخدمة أغراضه الدنيئة وغاياته الشريرة الفاسدة على حساب كرامة الإنسان وحقوقه، وهو المصنع الكبير المولد للإرهاب والتخريب والفوضى في المنطقة، ومع كل ذلك يستقبلونه متظلمين شاكين.
ليتكم تستطيعون محاسبة أفكاركم ومعتقداتكم بأي حال من الأحوال، فعندما يحاسب الإنسان نفسه على أفعاله يكون إنسانا سويا يعرف الخطأ من الصواب، ويصون كرامته ويتمتع بكامل حقوقه.
* كاتب بحريني