أفتقد كثيرا وبشكل شخصي عيد العلم.. نعم كنت أجلس وأنا صغيرة لأتابع أسماء الناجحين والذين تم تكريمهم من قبل القيادة العليا في البلاد إثر اجتهادهم ودراستهم وبذلهم، وكنت دوما أتطلع لأن أكون من هؤلاء، وبعد حصولي على درجة الماجستير عام 2010 حانت الفرصة، بل إنها كانت قاب قوسين أو أدنى، خصوصا بعد تسجيل اسمي ودخولي كمترشحة لإلقاء كلمة المكرمين، لكن لم تأت الرياح كما تشتهي السفن، حيث تبدلت الخطط وبدلا من إلقاء كلمة المكرمين كنت كالأسد المرابض على شاشات التلفزيون الذي لا يغمض له جفن إثر ما مرت به البلاد وقتها من رياح عابرة، وها نحن الآن وبعد عشر سنين أو يزيد نتوق إلى ذلك اليوم لما له من وقع شديد الأثر في نفوس المكرمين وغيرهم، ولا يمكن لي بأي حال من الأحوال أن أصف مشاعري عندما كنت أشاهد المكرمين، بل إني أذكر أسماء عديدة حفرت كالنقش في ذاكرتي لشباب بحرينيين رفعوا اسم البلاد عاليا بدرجاتهم العلمية وعطائهم.
إن ما وصلت له الأجيال الحالية من حب للعلم وتوق للاستزادة لم يأت من فراغ، لكن كان لمثل تلك المناسبات شأن كبير في رفع سقف طموح الطلبة والطالبات، وكلي أمل بتوجيهات كريمة من صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة رئيس الوزراء ولي العهد، أن تعود هذه المناسبة الغالية على قلوبنا، وأن يشرفنا باحتفائه بنا وفرحتنا بمحبته لنا، وبتلك اللحظات نستطيع أن نملأ شغف الأجيال الصغيرة الحديثة بأهمية العلم والتعلم ورفعة شأنه، فبالعلم يعلو البنيان، وبالعلم يعلو قدر الإنسان. إن الإلهام هو السبب الأساسي في المقدرة على العطاء والبذل، وذلك الإلهام يجب أن يستمر ويغدو سببا رئيسا في خلق مساع جدية نحو أسس مجتمعية صادقة بل وركن مهم خصوصا أن مجتمع البحرين مجتمع فتي وشاب ومقبل على الحياة ومن حقه أن يرى النجاحات التي تحفزه وتغمره وتضعه على الطريق الصحيح الذي مهد له من الأساس عن طريق مساع حثيثة لخلق جيل متعلم وواع وقادر عل التكيف الحقيقي والعبور بالمجتمع إلى حيث يراد له أن يكون.