+A
A-

الفنان البحريني يتوسط بين الهواية والاحترافية

  • طاهر محسن: ظهر مسرح دخيل يفتقد الثقافة

  • أحمد المقلة: نحن ننقل الواقع دون أن نمس المجتمع في معتقداته

 

اختلف القطاع الفني والإنتاجي البحريني في كل مرحلة من مراحله، وفي هذه المقابلة سنقارن بين رأي الفنان والمخرج طاهر محسن من جانب المسرح، ورأي المخرج أحمد يعقوب المقلة من جانب التلفزيون، بشأن قضايا هذين القطاعين في البحرين.

 

"المسرح"

*هل وصل الفنان البحريني في التلفزيون والمسرح للاحترافية؟

من أهم السمات الجميلة في الفنان البحريني، أنه دائماً يطلق على نفسه كلمة "هاوي"، والفرق بين الفنان الهاوي والمحترف هو عدم الالتزام من ناحية الاستمرارية، مفهوم الاحترافية على مستوى التلفزيون والمسرح موجود ، بدليل أن معظم الأعمال التلفزيونية تنفذ من قبل أيدٍ بحرينية إلا أن حالة عدم الاستمرارية هي التي تولد البقاء بعيداً عن الاحتراف.

*هل من الممكن أن يتحول الفنان الهاوي إلى محترف؟

بجانب التفرغ والالتزام المهني من قبل الفنان، يجب أن يتحول الفن المسرحي والتلفزيوني إلى حالة صناعة. أي أن يكون هناك استثمار في الممثل وفي الفن وتتكاتف كل الجهود من فنانين وشركات منتجة أو شركات راعية ،عندها يتحول الفنان الهاوي إلى محترف.

 

*هل من الممكن أن يعتمد الفنان البحريني على الفن كمصدر للدخل دون الاعتماد على مصدر آخر؟

إذا تحول الفن إلى حالة صناعية وإنتاجية مستمرة عوضاً عن اقتصاره على شهر رمضان للتلفزيون أو المناسبات للمسرح، ويكون الفن مثل السابق لصيقاً بالجمهور، عندها سيكون مصدر دخل ثابت

*هل يمكن أن تنطلق الأعمال البحرينية إلى العالمية؟

- طبعاً، إذا كان الفنان البحريني ملتزماً التزاماً تاماً بفنه وطرح أهم القضايا التي تتعلق بالمجتمع وكان لها تأثير، ستكون الأعمال أكثر نضجاً وأكثر تأثيراً للمجتمع، وبالتالي تنطلق هذه الأعمال للعالمية

 

*لماذا تراجعت العروض المسرحية في البحرين ولا نجد عملاً يمكن تصديره للخارج؟

أصبحت هناك فجوة بين الجمهور والمسرح، فلم يَبْقَ المسرح من أولويات الجمهور، بل اقتصر على المناسبات مثل الأعياد، وحتى الفن الذي كان يقدم في هذه المناسبات لم يعد مثل السابق

 

*الجمهور البحريني متهم بالبرود تجاه الأعمال المسرحية البحرينية... هل هذا صحيح؟

المسرحيون ابتعدوا عن تقديم الأعمال الجادة، وظهر مسرح دخيل وهو مسرح بعيد عن الحالة الثقافية والحالة التنويرية للمسرح وأعني بذلك "مسرح التسلية" لمجرد الضحك. وهذه الأعمال المسرحية ربّت جيلاً منذ التسعينات لغاية اليوم على أن المسرح هو للضحك والتسلية، وهذا مفهوم خاطئ جداً.

 

"التلفزيون"

أحمد المقلة*هل يؤدي الفنان البحريني وظائفة كاملة أم أنه يؤدي ما هو أكثر أو أقل من ذلك؟

- حقيقة وليس تحيزاً للفنان البحريني، ما لحظته طوال سنوات عملي في البحرين والخليج، أن الفنان البحريني أكثر التزاماً وحرصاً، وعند البعض يؤدي مهام ربما تفوق مساحة اختصاصه، وعند الغالبية تجد أنهم حريصون على قراءة العمل قراءة دقيقة والتحضير له والاجتهاد بإبراز الدور المنوط بهم وتقديمه بالشكل الذي يليق بأسمائهم سواء صغر الدور أم كبر.

 

*لماذا نرى أعمالاً تنفذ من قبل فنانين بحرينيين لكنها تكون أعمال خليجية وليست بحرينية؟

وجود وفرة من الفنانين الجيدين والفنيين المتمكنين من أدواتهم والمخرجين وشركات الإنتاج التي تملك المعدات العالية الجودة ومواقع التصوير المتنوعة، سواء القديمة أم المعاصرة، بالإضافة إلى التسهيلات التي تقدمها جهات الدولة، كل ذلك جعل البحرين مهيئة لاستقطاب المنتج الخليجي المدعوم من قبل دولته والذي يملك رأس المال الكافي للإنتاج داخل البحرين، بالمقابل لا يوجد في البحرين شركات إنتاج تملك الإمكانات وتحديدا المادية للشروع في إنتاج أعمال درامية خارج عباءة التلفزيون

 

*هل تقوم شركات الإنتاج الموجودة في البحرين بدورها؟

تقوم شركات الإنتاج البحرينية بدورها في حالتين فقط، إما أن يكلفها تلفزيون البحرين أو أن يأتيها تكليف من خارج البحرين، وفي كلتا الحالتين الشركات ليس شركات منتجه إنما تقوم بدور المنتج المنفذ أو المشرف على تنفيذ الأعمال

 

*كيف يمكن للفن البحريني ان يكون ذا أهمية للمجتمع؟

بالدعم وتحريك عجلة الإنتاج الفني البحريني المستمر وليس اقتصاره على شهر رمضان فقط

*هل من الممكن أن يكون هناك استثمار دائم للفن في البحرين؟

بالطبع، ولا أعتقد بأن الأمر من المستحيلات، فقط الإيمان بقيمة الفن والمبدع البحريني ودعمه. تحريك عجلة الإنتاج في البحرين سواء كانت محلية أو خليجية يعد استثماراً بحد ذاته.

 

*هل يمكن ان تنطلق الأعمال البحرينية إلى العالمية من خلال التعاقد مع شبكات عالمية مثل: "نتفليكس"؟

نملك في البحرين طاقات في كل مجالات الدراما بإمكانها أن تصل وتتميز وتقنع

 

*مع تزايد استغلال المسلسلات الخليجية لترويج بعض الاتجاهات الجديدة، هل يمكن لأحمد المقلة أن يقبل إدخال مشاهد تخدم هذه الاتجاهات؟

إذا كان المقصود السلوكيات التي يمارسها البشر في وقتنا الحالي، والوسائل المتنوعة التي دخلت في أدق تفاصيل مجتمعاتنا، بالتأكيد نحن نعيش الواقع بكل تفاصيله ولا يمكننا أن ننفصل عنه، لكن إذا أردنا نقله او التعبير عنه في أعمالنا سنقدمه بعناية تامة، دون أن نمس المجتمع في معتقداته وقيمه وتقاليده

 

حوار: نور السيد جعفر

طالبة إعلام بجامعة البحرين