من الأنشطة الإثرائية الفنية التي يمكن من خلالها تغذية أعضاء المسارح المهتمين بثقافات مسرحية تتنشَّط وتستمر من خلال التطوير والاستفادة من الخبرات المعرفية والفنية ومن حلقات النقد الأدبي المتأدب مما يسهم في ضخ دماء جديدة من الشَّباب يمكن من خلال تجانسها وتدريبها أن تتصدر الأنشطة الفنية المسرحية في المسرح عندما يتحقق فيهم النُّضج الفنِّي ، هولاء الشباب هم منبع الاستمرارية التي ستنهض بالمسرح و تغذية وهم أسس نهضته وتقدمه وازدهاره.

ولأهمية المشاريع الفنية التي تدفع الشباب عكف مسرح الريف البحريني على تبني فكرة " التَّجارب المسرحية " التي تتيح للشباب الذي يبحث عن الموهبة والتعلم والتدريب الفني في الكتابة المسرحية أو التمثيل والإخراج أن يتخطى حواجز الخوف والاستفادة من تلك التجارب المسرحية.

لذلك استطاع مسرح الرِّيف أن يقف شامخاً وأن يتجدد بشبابه منذ إشهاره في 18 يونيو 2005 حتى الآن عبر تلك البرامج المفيدة التي تدعم المواهب المسرحية.

عكف مجلس الإدارة الحالي على تعزيز هذا النشاط والاستمراية فيه دعماً للشباب وكان أول المجربين في هذا النشاط الفنان المخرج أحمد بن علي عضو مجلس الإدارة الذي قدَّم تجربته المسرحية " السرير " شارك فيها المخرج نفسه و الممثِلانِ الفنانان صادق الغدير و علي محسن وانضم لهم الفنان صادق عبدالرضا مساعداً للمخرج ، وقد عرضت التجربة في أواخر شهر ديسمبر 2021 بواقع فترتين و استطاعت هذه التجربة استقطاب أعضاء المسرح وعدد كبير من الجمهور، وهذه التجربة المسرحية قابلة للتطوير.

أما التجربة الثانية فهي " شَرخ في جدار الزَّمن " كانت للفنَّان المخضرم محمد الحجيري و الفنانة إلهام علوي آل دريس القطيفية من شقيقتنا المملكة العربية السعودية ، هذه التجربة في المونودراما تعدُّ نوعاً من أنواع صناعة العروض المسرحية.

فقد عكف المخرج الحجيري على إعداد نص المسرحي المونودرامي و إخراجه بعد تأثره بالقصة التي كتبتها الأستاذة الكاتبة البحرينية الدكتورة جميلة الوطني.، وقد ساعده الفنان صادق عبدالرضا في المؤثرات الصَّوتية و السينوغرافيا.

وهذه التجربة عُرِضت بالتعاون مع مسرح الريف البحريني في مساء اليوم الأول لافتتاح عروض ملتقى الدَّمام للمونودراما والديودراما الذي أقامته الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون بالدمام في الفترة من 15 إلى 18 سبتمبر 2022م.

وحول هذه التجربة تحدث الفنان عقيل الماجد رئيس مجلس إدارة مسرح الرِّيف البحريني : أن طاقم التجربة المسرحية المونودرامية " شَرخ في جدار الزَّمن " سوف تستضيفهم فرقة " الدرة " المسرحية العمانية في سلطنة عُمان الشقيقة وذلك ابتداء من الأول إلى السابع من شهر نوفمبر 2022م لعرض هذه التجربة هناك، مؤكداً أن الهدف من هذه الاستضافة التَّعاون مع الأخوة العمانيين في ترسيخ وتفعيل التجارب المسرحية وتطوير مواردهم البشرية من خلال أدوات النقد بالبناء الهادف الذي يسعى إلى البحث والاشتغال المسرحي الفني لتطوير العرض ليكون أكثر جودة.

وأشار رئيس مجلس إدارة مسرح الريف "الماجد": أننا كأعضاء لمجلس الإدارة وأعضاء منتسبين لمسرح الريف تشرفنا بزيارتهم والإلتقاء بهم في مساء يوم الأربعاء الموافق 8 يونيو 2022م، وتمَّ الاتفاق على تبادل الخبرات مع الفرقة العمانية بناءاً على طلبهم وقد استجابت إدارة المسرح لتلك المبادرة، التي تعزز التواصل بين المسارح الأهلية في بلدان دولنا الخليجية، لذا قررت إدارة المسرح ترشيح التجربة المسرحية المونودرامية "شرخ في جدار الزمن".

وأوضح رئيس إدارة مسرح الريف أن وفد المسرح يتكون من الفنانين عقيل الماجد رئيساً للوفد وعضوية كل من: علي بدر وعلي باقر والمخرج محمد الحجيري والكاتبة الدكتورة جميلة الوطني والممثلة الفنانة إلهام علوي آل دريس.

ومن المؤمل أن تعرض مسرحية الريف البحرينية "شَرخ في جدار الزمن "على خشبة مسرح الجمعية العمانية للسينما والمسرح مع مسرحية فرقة الدرة العمانية لتستفيد المسرحيتين من وجهات النظر التحليلية و النقدية والتطويرية من خبرات الفنانين العمانيين التي ستشاهد العرضين ومن الجمهور العماني أيضاً.