+A
A-

محتجون يضرمون النار بمقر للباسيج... وهتافات ضد خامنئي

لا زالت الاحتجاجات التي انطلقت في إيران منتصف الشهر الماضي مستمرة، حيث اتخذت منحنى أكثر عنفاً مع قمع قوات الأمن للمتظاهرين في مناطق مختلفة من البلاد. 
فقد كشف مقطع فيديو نشر على وسائل التواصل الاجتماعي، عدداً من المحتجين يضرمون النار في مقر لقوات الباسيج بشارع بيروزي في العاصمة طهران، باستخدام زجاجات المولوتوف.
وأفاد شهود عيان بأن شخصين قتلا أمس، برصاص الأمن خلال احتجاجات خرجت في مدينة زاهدان جنوب شرق البلاد، بحسب ما نقلت شبكة إيران انترناشيونال.
في موازاة ذلك، أظهرت مقاطع فيديو متداولة من زاهدان، جنوب شرقي إيران، خروج المتظاهرين بعد صلاة الجمعة إلى الشوارع هاتفين ضد المرشد علي خامنئي وقوات الباسيج، متهمين النظام بارتكاب مجزرة 30 سبتمبر الماضي. كذلك انطلقت تظاهرات مماثلة في سراوان بمنطقة بلوشستان. وقالت وكالة الجمهورية الإسلامية للأنباء إن السلطات في مدينة زاهدان الإيرانية أقالت قائد الشرطة ورئيس مركز للشرطة بالقرب من المكان الذي قتل فيه عشرات الأشخاص قبل أربعة أسابيع خلال الاحتجاجات التي اجتاحت البلاد.
ويرى مراقبون أن إقالة المسؤول الأمني محاولة من النظام لتخفيف حدة الاحتجاجات وكذلك جعله كبش فداء والتنصل من مسؤولية الأرواح التي أزهقت في تلك الأحداث.
وأثار سقوط قتلى في زاهدان انتقادات واسعة، بما في ذلك انتقاد من رجل دين سني بارز قال إن مسؤولين كبارا بينهم المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي مسؤولون “أمام الله”. وقالت منظمة العفو الدولية إن قوات الأمن قتلت ما لا يقل عن 66 شخصا في حملة القمع العنيفة في 30 سبتمبر.
وكان هذا الحادث الأكثر دموية في الاضطرابات التي اندلعت بعد وفاة الإيرانية الكردية مهسا أميني (22 عاما) قبل ستة أسابيع في أعقاب احتجازها لدى شرطة الأخلاق لانتهاكها القيود المفروضة على زي النساء. وحذرت مصادر أمنية إيرانية من انفلات الأوضاع الأمنية في محافظة سيستان وبلوشستان عقب صلاة الجمعة، داعية المواطنين إلى التحلي باليقظة. وأفاد مراسل RT في إيران بأنه مع توافد مواطنين من مختلف مدن محافظة سيستان وبلوشستان للمشاركة في صلاة الجمعة بمدينة زاهدان، دعما للزعيم الروحي لأهالي السنة في المحافظة، مولوي عبدالحميد، حذرت جهات إعلامية مقربة من مصادر أمنية من انفلات الأوضاع الأمنية في المحافظة عقب صلاة الجمعة، وطالبت المواطنين التحلي باليقظة.
وتعتبر زاهدان، القريبة من الحدود الجنوبية الشرقية لإيران مع باكستان وأفغانستان، هي موطن لأقلية البلوش التي يقدر عدد سكانها بنحو مليوني شخص والتي واجهت التمييز والقمع على مدى عقود، بحسب جماعات حقوق الإنسان.
وإقليم سيستان وبلوشستان، حيث توجد زاهدان، واحد من أفقر أقاليم البلاد وكان لسنوات مرتعا لمسلحين، حيث هاجم مسلحون من البلوش قوات الأمن الإيرانية.
وذكر مجلس الأمن الإقليمي في بيان نقلته وسائل إعلام رسمية أن منشقين مسلحين تسببوا في اندلاع اشتباكات الشهر الماضي أدت إلى مقتل أبرياء لكنه اعترف “بأوجه قصور” لدى الشرطة قال إنها أدت إلى إقالة المسؤولَين.
وأضاف البيان أنه سيتم تعويض أسر الضحايا وفتح تحقيق قانوني قد يؤدي إلى مزيد من الإجراءات بحق من تسببوا في اندلاع العنف ومثيري الشغب وأي مسؤولين يشتبه في ارتكابهم مخالفات.
وكانت عدة منظمات حقوقية دولية أدانت التعامل الامني المفرط والقمع الذي تمارسه قوات الأمن الإيرانية بحق المتظاهرين السلميين.
ولوح القضاء الإيراني بورقة الإعدام بحق عدد من المتظاهرين بعد توجيه اتهامات بإثارة الشغب لنحو 300 شخص منهم.
ودائما ما تربط ايران بين التحركات الاحتجاجية والدعم الخارجي في محاولة لتشويه أية مطالبة بالتغيير باعتبارها مؤامرة خارجية حيث شددت السلطات الايرانية من تبنيها لنظرية المؤامرة بعد الهجوم المسلح ضد ضريح في منطقة شيراز والذي اوقع عددا من القتلى.
وألقت السلطات الإيرانية الاسبوع الماضي القبض على 10 أشخاص في غرب أذربيجان قالت إنهم “عملاء يعملون لحساب إسرائيل” وذلك في محاولة لتشويه التحركات الاحتجاجية.
وأفادت وكالة “مهر” الإيرانية، أمس الجمعة، بأنه تم إحباط محاولة تفجير في أحد شوارع مدينة شيراز. وبحسب القوى الأمنية فإن إحباط المحاولة حصل قبل يومين.
وقالت الوكالة إنه تم قبل ليلتين إحباط محاولة زرع متفجرات في شارع معالي آباد بمدينة شيراز، كما تم إلقاء القبض على شخص يشتبه بتورطه في محاولة التفجير.
وأكدت قوات الأمن في شيراز أن محاولة التفجير تعود لقبل ليلتين تزامنا مع الهجوم المسلح الذي وقع في مرقد السيد أحمد بن موسى بن جعفر في شيراز، مما أدى لمقتل 15 شخصا وجرح 27 آخرين.