+A
A-

92 قتيلا على الأقل في قمع الاحتجاجات بإيران

قتل ما لا يقل عن 92 شخصا في إيران في قمع التظاهرات الجارية منذ أكثر من أسبوعين احتجاجا على مقتل الشابة مهسا أميني بعد توقيفها لدى شرطة الأخلاق، وفق حصيلة جديدة أعلنتها أمس منظمة حقوق الإنسان في إيران التي تتخذ من أوسلو مقرا. واعتبر الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي أمس أن أعداء إيران فشلوا في “المؤامرة” التي يعدونها ضدها.
وقال رئيسي وفق بيان على موقع الرئاسية “رغم أن ملف أميني يتابع حاليا بشكل كامل ودقيق” من قبل السلطات المختصة “يتابع العدو تضليل الرأي العام بفضل إجراءات إعلامية مكثفة وواسعة”، مضيفا “دخل الأعداء الى الساحة في المؤامرة الأخيرة وكانوا يقصدون عزل البلاد لكن انهزموا في زمن كانت الجمهورية الإسلامية تتخطى فيه مشاكلها الاقتصادية وتعزّز حضورها إقليميا ودوليا”.
من جهتها، أفادت منظمة حقوق الإنسان في إيران نقلا عن مصادر محلية بمقتل 41 شخصا على الأقل بأيدي قوات الأمن الإيرانية في اشتباكات وقعت الاسبوع الماضي في زاهدان في محافظة سيستان بلوشستان في جنوب غرب إيران.
وأوضحت المنظمة أن التظاهرات خرجت احتجاجا على اغتصاب مراهقة من أقلية البلوش في مركز الشرطة في جابهار، وقوبلت بقمع شديد من قوات الأمن.
كذلك خرجت تظاهرات كثيرة عبر العالم تضامنا مع الإيرانيات وشهدت أكثر من 150 مدينة تحركات احتجاجية ضد طهران.
إلى ذلك ذكرت صحيفة “كيهان” المحسوبة على التيار المحافظ المتشدد في إيران، أن مقرها تعرض لهجوم من “مثيري شغب” السبت، بعد انتقادها “مرتزقة” يشاركون في الاحتجاجات.
وحض مدير منظمة “إيران هيومن رايتس” (منظمة حقوق الإنسان في إيران) ومقرها في أوسلو محمود أميري مقدم، الأسرة الدولية على اتخاذ تدابير عاجلة لوقف قتل المحتجين، معتبرا أن “قتل متظاهرين في إيران وخصوصا في زاهدان يرقى إلى جرائم بحق الإنسانية”.
وأكد أن “من واجب الأسرة الدولية التحقيق ومنع الجمهورية الإسلامية من ارتكاب جرائم أخرى”.
 اغتصاب مراهقة
وكانت منظمة العفو الدولية التي تتخذ في لندن مقرا قد أعلنت في وقت سابق أنها تثبتت من سقوط 53 قتيلا، بينما أفادت وسائل إعلام محلية بمقتل زهاء 60 شخصا على هامش الاحتجاجات، بينهم عناصر من الأمن. كذلك أعلن الإعلام الرسمي الإيراني الأحد مقتل 5 عناصر من الحرس الثوري في الاشتباكات في زاهدان، بعدما كانت وسائل الإعلام الإيرانية تحدثت سابقا عن مقتل زهاء 20 شخصا بينهم 4 من قوات الأمن في اشتباكات مع “إرهابيين” في زاهدان.
وأفادت وكالة “إرنا” أمس بأن أحد عناصر قوات التعبئة قضى متأثرا بجروح أصيب بها جراء تعرضه “للطعن” خلال “أعمال الشغب الأخيرة” في مدينة قم المقدسة جنوب طهران.
وفي حين يرتبط العديد من هذه المواجهات بمحاولات تهريب، يعود بعضها إلى اشتباكات مع انفصاليين من أقلية البلوش أو جماعات جهادية متطرفة تنشط في تلك المنطقة. وكان الإمام مولوي عبد الحميد قد أعلن في منشور على موقعه الإلكتروني الأربعاء أن المحتجين نزلوا إلى الشارع بعد ورود تقارير عن قيام ضابط في الشرطة باغتصاب مراهقة.
واتهمت منظمة “إيران هيومن رايتس” قوات الأمن بممارسة “قمع دام” ضد المتظاهرين الذين خرجوا بعد صلاة الجمعة في زاهدان إثر اتهام قائد الشرطة في مدينة جابهار الساحلية باغتصاب فتاة من البلوش عمرها 15 عاما.
تظاهرات تضامنية
تظاهر مئات الأشخاص أمس في اسطنبول وديار بكر، المدينة الكبيرة ذات الغالبية الكردية في جنوب شرق تركيا، رافعين صور لنساء إيرانيات قُتلن خلال قمع التظاهرات التي تشهدها إيران، ولافتات كُتب عليها “نساء، حياة، حرية!”. وفي حي كاديكوي في الجانب الآسيوي من اسطنبول، ردد مئات النساء والرجال - بينهم العديد من الرجال والنساء الإيرانيين - شعارات معادية لنظام طهران وتضامنية مع النساء الإيرانيات.
ورفع المتظاهرون ورودا حمراء والبعض الآخر الأعلام الإيرانية ولافتات كُتب عليها “نساء، حياة، حرية”، شعار الحركة الاحتجاجية التي أثارتها وفاة الشابة الكردية الإيرانية مهسا أميني بعد اعتقالها من قبل شرطة الأخلاق.
وفي مدينة ديار بكر، تجمع قرابة 200 شخص، غالبيتهم من النساء، بعد ظهر أمس.
كما نُظمت تظاهرة لمساندة المرأة الإيرانية في مدينة إزمير (غرب)، ثالث مدن تركيا، ضمت مئات الأشخاص، بحسب صور نُشرت على مواقع التواصل الاجتماعي.