+A
A-

احتجاجات إيران تتواصل رغم القمع والتهديد والتخوين

تصاعد التوتر بين إيران ودول الغرب بشأن حملة القمع الدامية التي نفذتها طهران ضد الاحتجاجات التي تواصلت لليلة العاشرة في أنحاء البلاد على وفاة الشابة مهسا أميني بينما كانت موقوفة لدى شرطة الأخلاق.
وخرج متظاهرون غاضبون إلى شوارع مدن في أنحاء إيران ليل الأحد الإثنين، وأطلق محتجون في طهران شعارات مناهضة للمرشد الأعلى آية الله علي خامنئي (83 عاما) وهتفوا “الموت للديكتاتور”، على ما أظهر تسجيل نشرته منظمة “إيران هيومن رايتس” ومقرها في أوسلو.
وردد المتظاهرون شعارات مثل “امرأة، حياة، حرية” وأحرقت نساء إيرانيات أغطية الرأس وقامت بعضهن بقص شعرهن دلالة على احتجاجهن على قواعد اللباس الصارمة.
وجددت إيران تخوينها للمحتجين عبر اتهامهم بالتبعية للغرب، لاسيما الولايات المتحدة، بطرق غير مباشرة.
فقد اعتبرت وزارة الخارجية أمس الإثنين أن واشنطن تحاول انتهاك سيادة البلاد، عبر دعمها للتظاهرات العارمة التي انطلقت منذ أيام في كافة أنحاء إيران.
وأكد المتحدث باسم الوزارة ناصر كنعاني لموقع نور نيوز الإخباري التابع لجهاز أمني كبير، أن تلك المحاولات الأميركية لانتهاك السيادة، على خلفية الاحتجاجات التي أثارتها وفاة الشابة مهسا أميني “لن تمر دون رد”، بحسب ما نقلت رويترز.
وأوقف قرابة 450 من “مثيري الشغب” في محافظة مازندران، على ما أعلن المدعي العام في المحافظة محمد كريمي وفق ما نقلت عنه وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية “إرنا”، بعد يومين على توقيف أكثر من 700 شخص في محافظة غيلان المجاورة بحسب تقارير. وقال كريمي “في الأيام الأخيرة هاجم مثيرو شغب مقار إدارات حكومية وألحقوا أضرارا بممتلكات عامة في بعض مناطق مازندران بتوجيه من عملاء أجانب مناهضين للثورة”. ونشرت وكالة “تسنيم” للأنباء أمس الإثنين نحو 20 صورة لمتظاهرين بينهم نساء في شوارع عدة في مدينة قم الواقعة على بعد نحو 150 كيلومترا جنوب العاصمة. وأوضحت الوكالة أن المؤسسات العسكرية والأمنية نشرت هذه الصور التي تظهر “مثيري شغب” وأنها دعت السكان إلى “التعرف عليهم وإبلاغ السلطات”. وانتقد الاتحاد الأوروبي إيران وقال إن “الاستخدام غير المتكافئ للقوة في حق المتظاهرين مرفوض وغير مبرر”، على ما جاء في بيان لمسؤول السياسة الخارجية للاتحاد جوزيب بوريل. وقال بوريل إن الاتحاد الأوروبي “سيواصل درس كل الخيارات المتاحة قبل الاجتماع المقبل لوزراء الخارجية إزاء وفاة مهسا أميني والطريقة التي ترد فيها القوى الأمنية الإيرانية على التظاهرات التي تلت”، في البلد الذي فرضت عليه عقوبات على خلفية برنامجه النووي. واستدعت الحكومة الألمانية سفير إيران في برلين بعد ظهر الإثنين “لمباحثات” بشأن قمع الاحتجاجات. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية كريستيان فاغنر في مؤتمر صحافي دوري “استدعينا السفير الإيراني، وسندرس بشكل رسمي كل الخيارات” ردا على القمع. وبدورها استدعت طهران السفير البريطاني؛ للاحتجاج على ما وصفته بأنه “تحريض على أعمال شغب” تنتهجه شبكة “بي.بي.سي فارسي” التي تبث بالفارسي ومقرها لندن. كذلك استدعت سفير النرويج على خلفية “تصريحات غير بناءة” أدلى بها رئيس البرلمان النرويجي على خلفية التظاهرات في الجمهورية الإسلامية. وأفادت منظمة “إيران هيومن رايتس” الأحد بمقتل 57 متظاهرا على الأقل، لكنها أشارت إلى أن تغطيتها محدودة؛ بسبب حجب الإنترنت وحظر خدمات واتساب وإنستغرام، وقبلهما فيسبوك وتويتر وتيك توك وسواها. ولقيت التظاهرات الإيرانية تضامنا في مدن في أنحاء العالم، واندلعت مواجهات في باريس ولندن في نهاية الأسبوع عندما حاول متظاهرون الوصول إلى السفارتين الإيرانيتين.
ونظمت الحكومة الإيرانية مسيرات تأييد واسعة دفاعا عن قوانين وضع أغطية الرأس، ومن بينها تظاهرة الأحد في ساحة انقلاب (الثورة) في طهران. ودعا حزب “اتحاد شعب إيران الإسلامي” أكبر المجموعات الإصلاحية داخل إيران إلى إلغاء قواعد اللباس الإلزامية.
وذكرت منظمة “إيران هيومن رايتس” أن نقابات معلمين إيرانية دعت الموظفين والطلاب إلى مقاطعة الدروس يومي الإثنين والأربعاء؛ دعما للاحتجاجات.